ما بين مؤيد ومعارض ومحايد، شهدت وسائل الإعلام المختلفة تفاوتًا في تغطية أحداث فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية. فالإعلام المصري الحكومي والخاص ما زالا متحدين في تغطيتهما للأحداث سوياً، رافعين شعار «ضد الإرهاب». وبالرغم من غياب إعلام إدارة الأزمات، فإن تغطية أحداث فض الاعتصامات كانت على قدر من المصداقية. وكان البث المباشر لقناة «أون تي في» أساس لكثير من القنوات الأخرى مثل الـ«سي بي سي» و «النهار» و «دريم» و «sky news سكاي نيوز».
كما قامت قناة النيل للأخبار أيضاً بعمل رائع من حيث تقديم معلومات دقيقة عن عدد الضحايا وحصر المنشئات التي تم تخريبها واستندت إليها قنوات عدة مثل قناة «العربية» و «اليوم» وآخرين.
إلى جانب بعض وسائل الإعلام الغربي مثل قناة الـ«بي بي سي العربية» التي أكدت اعتراف بعض المراسلين الأجانب علي وجود مسلحين داخل اعتصام رابعة وبحذوتهم أسلحة مثل الكلاشينكوف. وهذا على عكس وسائل الإعلام الغربي الأخرى مثل «سي إن إن» المصرة على استخدام مصطلحات بعينها مثل وصف ما حدث يوم 4 يوليو على أنه انقلاب على الشرعية وليس تحقيقًا لإرادة شعب وعلى أن الاعتصامات سلمية وخالية تماماً من أي أسلحة أو أطفال أو نساء.
وعلى نفس المنوال، انتهكت قناة الجزيرة مباشر مصر كل أخلاقيات المهنة في تغطية أحداث فض اعتصام ميداني النهضة ورابعة العدوية. فمنذ بدء ثورة الشعب المصري على الرئيس السابق محمد مرسي، وأخذت هذه القناة منهجًا واضحًا شديد التحيز لحكومة مرسي وسياستها رافضة نقل الوجه الآخر مما سببته الحكومة من استنفار لدى الشارع المصري.
ولكن كانت تغطية أمس تتسم بالفجاجة في الانحياز السافر واللامصداقية وتضليل المشاهدين بصور أرشيفية أو من خارج مصر وإعطاء أرقام مغلوطة ومفزعة «فقد وصل عدد ضحايا الإعتصامين إلى أكثر من 2500 قتيل و 10000 جريح». ولم تذكر القناة أي خبر عن عدد الكنائس الهائل الذي حرق أو عن أقسام الشرطة التي اقتحمت وأفراد الشرطة اللذين قتلوا. لقد تعرت القناة بالفعل وأصبحت أجندتها واضحة وضوح الشمس. فما هدف وجود قناة غير مصرية مهتمة فقط بالأحداث السياسية التي تحدث داخل مصر؟ فأتفق مع من ينادي بإغلاقها وأعتقد أنه أصبح مطلبًا شعبيًا إلا لهواة التضليل.
فلا يمكن ترك ما تبثه الجزيرة مباشر مصر أو غيرها من معلومات مغلوطة وخطب تحريضية تحت مسمى حرية الرأي والتعبير. فما تقوم به الجزيرة مباشر مصر من تضليل و تزييف للحقائق يعتبر فوضي إعلامية بعيدة تماماً عن المهنية. فالحرية يجب أن تكون مسؤولة حتى تحقق أهدافها، أما وجودها بشكل مطلق فلا يؤدي إلا إلى الفتنة وإشعال الموقف سوءًا، خاصة في مثل هذه الأوقات الحرجة فيجب أن تنحي الأجندات الخاصة جانباً ويقوم الإعلام بدوره بشكل منصف وعادل.