ايجى ميديا

الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

المجانين ينتصرون

-  

«عندى أصدقاء أحبهم وأحترمهم فى رابعة.. وعندى أصدقاء أحبهم وأحترمهم معتزلون... وأنا وأصدقاء أحبهم وأحترمهم سنتظاهر غدا إن شاء الله ضد مرسى، اللهم احفظ الجميع، وأقم العدل فى البلاد، واخذل كل من أراد بالبلاد سوءاً»، كان هذا ما كتبه عبدالله سلطان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يوم 29 يونيو الماضى قبل أن يخرج مع ملايين المصريين يوم 30 يونيو للشوارع للتظاهر ضد حكم الإخوان المسلمين مطالبين بإسقاطهم.

لم أعرف عبدالله من قبل، لكنى فوجئت بأحد أصدقائى يرسل إلىّ ما كتبه عبدالله ضد مواقف نواب جماعة الإخوان المسلمين بالبرلمان المنحل، وتواطئهم ضد الثوار مع المجلس العسكرى السابق الذى كان يحكم البلاد آنذاك، مرفقة بتعليق «يا زياد كاتب النوت دى استشهد النهاردة!!».

حاولت أن أعرف شخصا لم أعرفه فى حياته لأرى ما الذى دفع شخصا هاجم ووقف ضد الإخوان يوم أن كانوا فى السلطة لأن يستشهد مدافعا عنهم بعد أن زالت سلطتهم نتيجة جرائمهم المتتالية، تتبعت صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ووجدت أصدقاء مشتركين فسألتهم عنه، فوجدته مهندس اتصالات بإحدى الشركات الكبرى، لم يتخط الثلاثين عاما، والداً لطفل لم يتخط الرابعة من العمر.

خرج مع ملايين المصريين يوم 25 يناير 2011 مناديا بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ومنذ ذلك التاريخ لم يترك وقفة أو مسيرة ضد الظلم أو لتحقيق مطالب الثورة لم يشارك فيها، وقف ضد مبارك خلال أيام الثورة الأولى حتى سقط الطاغية، ثم أمام المجلس العسكرى السابق عندما سالت دماء المصريين على يديه حتى الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة، ثم أمام نظام الإخوان المسلمين، وقام بطباعة 50 ألف نسخة من ملصقات الدعاية للنزول يوم 30 يونيو ووزعها على المجموعات الثورية المختلفة ليلصقها أعضاؤها، وخرج مع المصريين حتى تم خلع الرئيس السابق فعاد إلى منزله.

لم يحتمل عبدالله البقاء فى منزله بعد أحداث الحرس الجمهورى، لم يحتمل أن يُقتل مصريون حتى وإن اختلف معهم تحت أى مبرر، وقد يكون صدّق ما ادعاه قيادات الإخوان من استهداف اعتصام سلمى وقتل المعتصمين، فنزل ليدافع عمن اختلف معهم وشارك بقوة فى خلعهم، صنع بجسده النحيل درعا بشريا ضد قتل من اختلف معهم فاستشهد دفاعا عما رآه صحيحا وآمن به.

دشن عبدالله مع أصدقاء له فى أسبوعه الأخير حملة «تعايش» التى تدعو لقبول كل الأطراف التى لم تشارك فى الجرائم لفكرة التعايش المشترك لبناء وطن جديد يثرى باختلافاتنا، لكن تجار الدم لم يمهلوه فرصة ليكمل حلمه، حشد أنصار الطرفين للدفع بالبلاد تجاه مزيد من الدماء، فمن ناحية راهن قيادات الجماعة على أنه لا بديل- بعد أن كانوا فى السلطة وارتكبوا جرائم يجب أن يُحاكموا عليها فأسقطهم المصريون- سوى التصعيد لتحسين وضعهم التفاوضى لخروج المجرمين من قيادات الجماعة واقتسام السلطة ولو بنسبة أقل، وفى أسوأ الأحوال مقتل وإصابة أكبر قدر ممكن من المؤيدين وقواعد الجماعة سيحافظ على تماسك تنظيم قارب على الانهيار باستعادة خطاب المظلومية التاريخية ولعب دور الضحية الذى لا يجيد قيادات الجماعة غيره، وعلى الجانب الآخر يقف أبناء الرئيس الأسبق المخلوع بخيالاتهم القائمة على وهم أن الإخوان المسلمين هم من قاموا بالثورة، وبالتالى فإن هزيمة الإخوان ستعيد دولة مبارك الأمنية الفاسدة التى لا مكان لهم إلا فيها.

وبين الاثنين وقف الثوار متمسكين بحلمهم بدولة تحاكم قيادات الطرفين المسؤولين عن جرائم فى حق شعبنا، وإيجاد صيغة للتعايش بين المصريين باختلافاتهم قائمة على العدالة الانتقالية، وبناء وطن يتسع للجميع بعد محاكمة المجرمين من الطرفين، رافضين القتل تحت أى مسمى أو مبرر، قد ترى وأنت جالس بين أبنائك فى منزلك أن هؤلاء مجانين، وأن عبدالله وأمثاله متهورون يفقدوننا الفرص بمثاليتهم الزائدة، لكن صدقنى عبدالله وأمثاله أنبل وأشرف من أنجبتهم أوطاننا، لن تشعر بأهميتهم إلا حين تقف وحيدا وضعيفا لا تجد من يدافع عنك، وأن هؤلاء المجانين هم من سينتصرون فى النهاية ويحاكمون من يدفعون المصريين للموت للتفاوض على دمائهم.

التعليقات