ما إن بدأت قوات الأمن المصرية فى فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية حتى بدأ أنصار الجماعة مخطط نشر الفوضى فى البلاد، فبدؤوا فى حرق منشآت الدولة وأقسام الشرطة، واقتحام السجون وتهريب المساجين، والاعتداء على الكنائس وعلى رجال القوات المسلحة. كانت المشاهد نسخا مكررة مما جرى فى الثامن والعشرين من يناير ٢٠١١، من عمليات القنص والحرق، اعتلاء أسطح المبانى والقيام بعمليات قنص، انتشار المثلمين فى الشوراع، عمليات الحرق الممنهجة لسيارات الشرطة، والتركيز على اقتحام مؤسسات الدولة المصرية ولا سيما مبانى المحافظات.
بدا واضحا أن القوات المصرية التى قامت بعمليات فض الاعتصامين كانت ملتزمة بضبط النفس، لم تلجأ إلى إطلاق الرصاص أو الضرب العشوائى، سعت بكل قوة لتجنب سقوط ضحايا، وهو ما لم تحرص عليه ميليشيات الجماعة ورفاقها، فقد نقلت وسائل الإعلام مشاهد للعثور على بنادق آلية، رشاشة وخرطوش مع معتصمى النهضة وأسلحة أكثر ثقلا وخطورة لدى معتصمى رابعة العدوية.
كشفت لنا مشاهد تصرفات رجال الجماعة وميليشياتها عن حالة متفاقمة لدى هؤلاء من كراهية الدولة، حالة عداء شديد تجاه الوطن والمواطنين، عناصر مسلحة تنشر الخراب والدمار فى ربوع الوطن، تسعى لحرق البلاد، كان هناك مشهد فى شارع جامعة الدول العربية لحرق أنصار الجماعة سيارتى شرطة، ففى مشهد تم إنزال ضابط شرطة مصرى وضربه بعنف وسحله بشكل لا إنسانى وكأنهم أمام مجرم حرب أرادوا الفتك به. وفى مشهد آخر تجمع عشرات من أنصار مرسى من الرجل والنساء وقاموا بعمليات اعتداء هيستيرى على سيارة شرطة، كانوا يخربونها بشكل هيستيرى ويقومون بعمليات ركل للسيارة وإلقاء الحجارة عليها وكأن هناك ثأرا مع رمز من رموز سلطة الدولة.
وعلى الرغم من كم الإجرام الذى مارسته ميليشيات الجماعة ورفاقها، التزمت الشرطة المصرية بضبط النفس، وحرصت على عدم إطلاق النار رغم قسوة مشاهد عمليات التخريب والتدمير ومخطط نشر الفوضى فى البلاد وكأنهم جاؤوا من بلد آخر، جاؤوا مع جحافل غزو تتارى بربرى، فى حين أنهم يحملون جنسية هذا البلد وتمتعوا بخيراته.
كنا نقول إن الجماعة لديها جناح مسلح، وإن ولاءها الأول للتنظيم العالمى، وإن مصلحة الجماعة تتقدم مصلحة الوطن، وسبق للمرشد العام السابق للجماعة أنْ سب مصر و«أبو مصر» مؤكدا أنْ لا مشكلة لديه فى أن يتولى ماليزى حكم مصر، لكن لم نكن نعلم أن الجماعة مستعدة لحرق الوطن ثمنا للحيلولة بينها وبين خطف البلاد، فقد خطفوا السلطة فى غفلة من المصريين وعملوا على تدمير البلاد من الداخل، وعندما هب الشعب وأسقط مندوبهم فى قصر الرئاسة، أظهرت الجماعة سلوك العصابات الإجرامى وراهنت على الولايات المتحدة والقوى الغربية وبدأت تدعو للتدخل العسكرى الغربى فى مصر، مارست أعمال الترهيب ضد المصريين وقدمت نفسها لوسائل الإعلام الغربية على أنها جماعة مسالمة، ثم بدأت تطالب مجلس الأمن الدولى بالتدخل عسكرى ضد الدولة المصرية فى وقائع لم تتكرر إلا فى دول فاشلة أو تمارس القتل بحق مواطنين على أساس دينى أو عرقى كالذى جرى فى يوغوسلافيا (البوسنة) وفى السودان (الجنوب) وهو ما لا يتوافر فى الحالة المصرية فلا الجيش المصرى قائم على أساس دينى، طائفى أو عرقى ولا الجماعة تنهض على نفس عوامل الانقسام، بل هى عصابة إجرامية خططت مع الغرب (الولايات المتحدة) لخطف الوطن ونجحت فى ذلك وعندما استرد الشعب وطنه وأطاح بمندوب الجماعة فى قصر الرئاسة قرروا حرق الوطن ومعاقبة المصريين، وهو ما لن يحدث، لأن مصر بها جيش وطنى، ولأن الشعب قرر استعادة الوطن.