وسط المواقف الدرامية الجادة التى نقلتها مختلف القنوات الفضائية لوقائع فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة، استمتعت بفاصل فكاهى من خلال متابعة قناة CNN الأمريكية، التى أكدت مذيعتها من الاستديو فى أمريكا أن الاعتصام لم يكن به نساء ولا أطفال، وأنه لا يبدو أنه كان به سلاح أيضاً، ثم أضافت: ويبدو أن المعتصمين «يمثلون قطاعات متنوعة من الشعب المصرى».
وكما لو أن هذه هى الرسالة المطلوب توصيلها للمشاهدين، توجهت المذيعة لمراسل القناة، الذى كان معها على الهواء من القاهرة، قائلة: أليس كذلك؟ فأكد المراسل بالطبع النتيجة التى توصلت إليها المذيعة فى الاستديو بالولايات المتحدة، قائلاً إنه لم يشاهد أى إطلاق نار، وقد ظهر على الشاشة وخلفه فرد يحمل لافتة مكتوباً عليها «سلمية» باللغة الإنجليزية، أما عن النساء والأطفال الذين انتقد العالم كله استخدامهم كدروع بشرية فى الاعتصام، فقال المراسل على استحياء: «فى بداية حضورنا إلى هنا شاهدنا عدداً من النساء يعد على أصابع اليد الواحدة»!! ووصف موقفاً مؤثراً لإحداهن وهى ترتكن إلى أحد الحوائط وتبكى أثناء حديثها فى تليفون محمول، ثم أضاف: «لكننا لم نسمع أى إطلاق نار».
ومما يدعو للسخرية فى تغطية القناة الأمريكية، أن عملية فض الاعتصام تمت بشفافية كبيرة، حيث تم توجيه مناشدات للمعتصمين عبر مكبرات الصوت بضرورة إخلاء المكان، كما تركت بعض الشوارع آمنة، مثل طريق النصر فى رابعة لمرور من يريد الخروج بسلام، وصاحب قوات الأمن مندوبون عن بعض جمعيات حقوق الإنسان، بالإضافة لكاميرات التليفزيون، وقد تم الاعتداء على سيارة بث التليفزيون المصرى، لذلك فإن وقائع فض الاعتصام لم تكن خافية على أحد، وقد نقلتها بقية القنوات بكل تفاصيلها، فأظهرت أعداد النساء والأطفال الذين قادهم الجنود برفق إلى خارج الاعتصام، وقد شاهدت إحداهن ترتكز على ذراع الجندى، الذى بدا فى عمر أبنائها، كما شاهدنا جميعاً كمية الأسلحة والذخيرة التى تم إخراجها أمام أعيننا من داخل مقر الاعتصام.
لكن الرسالة التى أوصلتها القناة الأمريكية كانت أنه ليس هناك استخدام غير إنسانى للنساء والأطفال، وليس هناك أسلحة ولا ذخائر، وأن المعتصمين يمثلون جميعاً فئات المجتمع المصرى، ألا يدعو ذلك للسخرية؟!