مع انتشار القوات الدولية متعددة الجنسيات MFO على الحدود فى سيناء، انتشرت (انتشارا لا يتصوره عقل) دعاية بتقول، الدولى بياكل الناس.. كنت وصاحبى كمال بنلعب على الأسفلت، لما جيب الدولى وقف جنبنا.. تكلمنا مع بعضنا (ربما جملة أو جملتين.. إذ لا أعتقد أن إنجليزيتنا تسمح لنا حينها بأكثر من ذلك).. جاء صحابنا العيال من بعيد بيجروا.. واحد منهم سأل: باللهِ بيقولوا لك إيش يا كمال؟. رد كمال: بيقول لى، يا الله يا كمال محلاك عَ الرز..
تحول صوتى إلى ميكروفون وآى فاى فى الديوان.. كنت أصرخ: يا أخى إنتو من ٣٠ سنة كنتو بتقولو الدولى بياكل الناس، اليوم جايين تقولوا: الجيش بيطخ على بعضه.. واحد من الكبار رد: إنت عارف من اللى نشر دعاية إن الدولى بياكل الناس؟. ثم إيشار بيده نحو غزة.. وقال هذول.. سألت، قصدك حماس؟.. هز يده مرتين وهو يشير نحو غزة ثم قال، هم.. هم.. يا حماس يا ولاد عمها.. ثم كف عن التشويح وشرح وجهة نظره فى جملة واحدة: أيامها ودهم يخلوا الناس يكرهوا الدولى.. فهمت كلام الرجل فى سياق رفض المنظمات الفلسطينية لاتفاقية كامب ديفيد حينئذ..
خطيئة الدولة المصرية التى لا أظن أن التاريخ سوف يغفرها، أنها سمحت لحماس أن تكون مخلب قط لإيران وسوريا على حدودها. وفتحت لها الإنفاق حتى تغولت.. ثم أطلقت الإعلام، يصورها كحركة مقاومة ضد إسرائيل.. فكادت حماس تتحول إلى (تابو) الكلام عنه كلام عن الإسلام نفسه.. ضعف الدولة المصرية لاحقا، أغرى بما هو أكثر من تسريب الإشاعات إلى أن يجعل حماس تفكر فى قلب الآية، فتحول سيناء إلى مخلب قط لها هى.. والنتيجة: اختراق سيناء بواسطة تنظيمات راديكالية، تعمل عند حماس من الباطن، لتقيم رؤوس كبارى فى سيناء. وهى رؤوس الكبارى التى يستخدمها اليوم التنظيم الدولى للإخوان المسلمين فى حربه المفتوحة على الدولة المصرية..
ماذا عن مشروع إخوان:
الإخوان يخططون لدفع الدولة المصرية نحو المسار السورى.. وبعد فشل مشروع توجيه الضربات للجيش فى سيناء.. ومحاولة التنظف منه سياسيا وغسله بنشر دعاية، أن الجيش بيطخ على بعضه (هم بيطخوا على بعضهم يا رجّاااااال.. والله هم بيطخوا عَ بعضهم).. سيفشل المشروع الجديد، وأعنى به: من نفس فلوس تهريب الزلطات والكازات والسولارات (وبلاش أقول المخدرات) أعط العيال دولارات وصاروخات يطلقوها على إسرائيل عشان إسرائيل ترد.. وبالتالى الجيش المصرى يلقى حاله فى حيص بيص. إما ينقطم ونذهب للمسار السورى.. وإما يأتى زاحفا على ركبه لنقوم نحن بإيقاف تلك العمليات.. والنتيجة: إحنا قدام هلاوس متراكمة: من التمكين إلى ضرب الجيش حتى تحويل سيناء إلى منصة لإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل.. كانت فرقة شعبية من رفح ترقص على منصة رابعة، فى نفس التو واللحظة التى كان العيال فيها ينصبون الصواريخ فى جنوب رفح لإطلاقها تجاه إسرائيل.. صحيفة «نيويوركر» (وفقا لما نقلته «الأهرام») قالت، ليس قدام الإخوان سوى الاستسلام.. وهو الكلام الذى لا يقول غيره كل من حط الله قليلا من العقل فى راسه.. فى الديوان سألنى واحد: إيش رأيك فى اللى بيصير؟.. فهمت أنه بيناغش ليقول، مرسى سيعود.. قلت: اسمع.. كان اليهود بيعملوا مزارع بطيخ كبيييييييرة.. بياخذوا منها أول قطفة.. وبعدين بيبيعوا الباقى (بحاله) لأحد التجار العرب.. كان عودة أبو مرضى (وهو خالى) واحد من هؤلاء التجار.. أبو مرضى بيجيب عربية محملة بنات من بنى سهيلة.. يقطفن فى البطيخ لحد الساعة ٩ الصبح.. يحملنه فى العربية.. وبعدين يقول لهن: تعالين يا بنات.. وينصب لهن الحلبة.. هو بيطبل ع الجركن وهن بيدبكن.. وأضفت: ما تراه فى رابعة هو الدبكة بعد انتهاء العمل فى البطيخ.. إذا أردت أن نتكلم فى البطيخ.. سأقول إن القطفة الأولى، تم قطفها قبل أن يشترى أبو مرضى المزرعة.. انقطفت بدرى وخلصت بدرى والباقى بقايا لا تستحق حتى الالتفات إليها.