كانت المشكلة الأساسية فى رفض كل القوى السياسية إجراء انتخابات مجلس الشعب، التى دعا لها مرسى هى الخوف من التزوير، الذى كان سيحدث بالتأكيد، وإلا ما رفض مرسى تغيير حكومة قنديل، بل غيّر تقريبا معظم الجهاز الإدارى فى الدولة وعينهم من أهله وعشيرته، ضاربا عرض الحائط بكل الأصوات التى طالبته بالنزاهة والشفافية، وهو الذى يدعى ومريدوه أن خروج الشعب لعزله فقط لكونه إسلاميا، ولا أدرى أى إسلام يتحدثون عنه، وهو يكذب ويقتل، ويفسد ويزور دون أى اعتبار لحرمة دين أو وطن، وفى سبيل خطوة تزوير الانتخابات تلك تم تغيير قاعدة البيانات الأساسية لمئات الآلاف من المواطنين مع ازدواجية الرقم القومى والاسم الرباعى لنفس الشخص فى محافظات مختلفة، وقد فتح تلك القضية البشعة للتيار، الذى يدعى التدين والإسلام، ويحاربوننا باسمه، الإعلامى الرائع والمناضل الكبير والصديق إبراهيم عيسى فى برنامجه اليومى، واستضاف أساتذة كراما من جامعة إقليمية لا أذكرها للأسف، وشرحوا بالتفاصيل كيف تم هذا التدليس على يد السادة المؤمنين من الجماعة.
والآن انطوت صفحة مرسى بلا رجعة- إن شاء الله- وها نحن مقبلون على خارطة الطريق، حيث انتخابات مجلس شعب ورئاسة، وكى نقطع الطريق على أى تزوير من أى فصيل سوف يُكوّن الحكومة، لماذا لا نبدأ من الآن إصلاح ما أفسدته الجماعة، ومن قبلها الحزب الوطنى، وقد كانا فرسى رهان تزوير الانتخابات، وتقسيم المقاعد والدوائر فى لعبة الحكومة والمعارضة المستأنسة، بحيث تتم تنقية الكشوف تحت مراقبة حديدية من شرفاء يمثلون الأحوال المدنية، وأساتذة الجامعة وغيرهم، وبعد تلك التنقية نمضى قدما فى الانتخابات الإلكترونية، التى بدأتها الهند- أعظم الديمقراطيات- منذ سنة ١٩٩٨، فوفرت الجهد والوقت، وهى عملية غاية فى السهولة، حيث يتم التصويت فى وحدة خاصة بذلك مع وجود وحدة مراقبة.. فلا مشقة لكبار السن، ولا تزوير، والعملية رغم تكلفتها العالية إلا أنها تضع أقدامنا على أولى خطوات الديمقراطية الحقيقية، وهناك دول عرضت علينا التبرع من أجل تلك الخطوة، وبالطبع رفضت الجماعة، أما الآن فهى فرصة لو اغتنمناها فلن يستطيع أحد التراجع عنها مستقبلا، وحتى لو تبرعنا جميعا من أجل تلك الخطوة، فهو تبرع فى محله، فهل نبدأ العمل من الآن؟ إننى أدعو «المصرى اليوم» للقيام بتلك المبادرة، ودعوة المختصين لعمل مؤتمر من أجل انتخابات إلكترونية، وأدعو أيضا القوات المسلحة بإمكاناتها المهولة والمنظمة للدخول والمساهمة فى هذه المبادرة.. سوف نبنى «مصر» من جديد رغم أنف أمريكا والطابور الخامس والجماعة الإرهابية.