لماذا اختفى الفنان أحمد جوهر رغم نجاح أغنية هاتلي قلبك؟
لماذا شاهدنا جميعا فيلم ماتريكس رغم أن أحدًا لم يفهمه؟
لماذا تضم البنات أقدامهن في الصور الجماعية؟
لماذا توقف الأستاذ يوسف منصور عن تمثيل أفلام الأكشن الرائعة؟
لماذا يتحدث محمد أبوحامد باسم الثورة، ولماذا يتحدث عاصم عبدالماجد باسم الإسلاميين، ولماذا تتحدث لميس جابر أصلا؟
لماذا توقفنا عن الضغط من أجل إنهاء ديناصورات إعلام الدولة، الذي لا نظير له في أى دولة ديمقراطية، وبدأنا نتعامل وكأن ماسبيرو والصحف القومية يجب أن تبقى للأبد.
كلها أسئلة بلا إجابة.
(1)
Top of Form
«شاهدنا أجانب في الميدان يحملون لافتات تطالب بسقوط النظام، ورأينا سيارات تحمل لوحات دبلوماسية تمد المعتصمين بالوجبات الساخنة، بينما اللجان الشعبية في الشوارع تعتقل في أكثر من واقعة أفرادًا من جنسيات مختلفة في سيارات مدججة بالسلاح والمال».
هكذا كتب عبدالناصر سلامة في مقال له نشر بجريدة الأهرام يوم 7 فبراير 2011 وخلال الـ18 يومًا للثورة.
فيما بعد عين سلامة رئيس تحرير الأهرام من قبل لجنة عينها مجلس الشورى، الذي تسيطر على أغلبيته جماعة الإخوان المسلمين.
(2)
والله ما كرهتم الفتونة إلا لأنها كانت عليكم.. وما إن يأنس أحدكم في نفسه قوة حتى يبادر إلى الظلم والعدوان (نجيب محفوظ).
(3)
«لم يعد مقبولا أن تظل مصر أسيرة حفنة من الخارجين على الإجماع العام، الذي ينشد الاستقرار، أو شرذمة من البلطجية، الذين كان يجب الزج بهم مبكرًا إلى محاكمات عاجلة بدلا من الطبطبة والدلع تحت رعاية فضائيات مشبوهة، وحماية بعض ممن يطلق عليهم قوى سياسية»
هكذا كتب سلامة خلال أحداث مجلس الوزراء، التى استشهد خلالها الشيخ عماد عفت.
(4)
عقب انتخاب مرسي انتقدت تعيين سلامة فبرر زميلي عضو جماعة الإخوان قائلا:
«مجلس الشورى المنتخب صاحب القرار.. واللي مش عاجبه يكسب الانتخابات ويختار اللي يعجبه.. الناس انتخبتنا وسلامة ده عاجبنا».
(5)
دون مبالغة، وجدت نفسي أمام رجل من أهل مصر الحقيقيين ينفعل لآلام أبنائها، يحمل همومهم بصدق، لا لف ولا دوران في الإجابة عن الأسئلة. يرى أن هذا الشعب قد عانى طويلا وآن الأوان أن يجني ثمار كده وتعبه، وهو يؤمن بأن مصر تستحق أكثر من ذلك، وأن المصريين يجب أن يكونوا في مصاف الأمم الراقية والمتقدمة. وجدته حسن الظن بالجميع يرى أن مصر دولة كبرى، أو يجب أن تكون كذلك.
هكذا كتب «سلامة» بتاريخ 7 يونيو 2013 عن مرسي وهو يحكم.
(6)
«تصفية المؤسسات الصحفية الحكومية ببيعها، أو نقل ملكيتها لهيئات عامة، أو تملك العاملين بها.. وإلغاء المجلس الأعلى للصحافة، ونقل اختصاصاته إلى نقابة الصحفيين».
هذه ليست رؤيتى لمواجهة الإهدار المنظم لأموال الدولة في الإعلام الحكومي، ولكنه جزء من برنامج حزب الحرية والعدالة، الذي وصل رئيسه لحكم مصر.
هل تعلم: من يتقربون إلى الله بخيانة وعودهم لم يبدأوا ــ مجرد يبدأوا ـ في تنفيذ شيء مما وعدوا به مع الإعلام في برنامجهم الانتخابي.
(7)
«طلب الرئيس السابق خلال اتصاله مع الإدارة الأمريكية تدخلا عسكريا لحماية نظام حكمه، كما طلب من المرشد العام إصدار توجيهات بإشاعة العنف والفوضى، بينما طلب من حركة حماس دعم العنف في سيناء».
هكذا كتب سلامة بتاريخ 22 يوليو 2013 عن مرسي عقب أيام من عزله.
(8)
الإعلام الحكومي لا يزرع الشوك.. الإعلام الحكومي هو الشوك.
إخوان مرسي لم يفككوا ديناصور الصحافة الحكومية.. فمندوبو دعاية قرارات مكتب الإرشاد يتصورون أن الإعلام دوره أن يكون ببغاء كلجانهم الإعلامية.
عندما وصلوا للحكم اكتفوا بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، وترديد هتافات بلهاء عن أن الشعب يريد تطهير الإعلام، بينما يدهم لم تمتد إلى الإعلام الحكومي، الذي كان وزيرهم يديره بالفعل.
وزير الإخوان صلاح عبد المقصود أعلن أنه يتمنى أن يكون آخر وزير إعلام، والآن يصرح المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس، بأنه تقرر إلغاء وزارة الإعلام خلال المرحلة الانتقالية.
ولمن لا يذكر قيل نفس الكلام فى عهد المجلس العسكرى.. الكل يعد لكن الكل يرى أن الوقت غير مناسب.. فالأنسب أن تستخدمهم ليهاجموا خصومك.
البرادعي أكد مرارا أن وزارة الإعلام لا توجد إلا في الدول الديكتاتورية، والمنطق يؤكد أن الإنفاق على عشرات الآلاف في ماسبيرو وفضائيات حكومية لا يراها أحد أو صحف لا يقرأها أحد هو إهدار منظم للمال العام.
الإخوان يتجرعون ثمن انحطاطهم الأخلاقي والسياسي.. فلا تكونوا مثلهم.
لا تقيلوا عبد الناصر سلامة.. فهناك دومًا عبد الناصر سلامة.. انسفوا هذه المنظومة أصلا.
(9)
إلى كل عبد الناصر سلامة في هذا الوطن..
we still know what you did last summer
روابط تمت الإشارة إليها:
مقال سلامة خلال أحداث مجلس الوزراء