من الحيل الأكثر ذكاء من قبل جماعة الإخوان المسلمين تصوير مقار الاعتصام على أنها مكدسة بكل فئات المجتمع. منذ بداية الاعتصام قبل 40 يومًا، اهتم الإخوان المسلمون بالعدد، ورفعوا شعار «عودة الشرعية». بعد ذلك اهتموا بلفت أنظار الغرب إلى الاعتصام، فرفعوا شعار «ضد الانقلاب»، ونجحوا فى أن ترتبك دول العالم فى تعريف الانقلاب وشروطه.
وكانت الحيلة التالية لذلك الإيعاز للكافة، فى الداخل والخارج، خاصة مع تقاطر الوفود الأجنبية على مصر وعلى مقار الاعتصام، بأن الاعتصام يشمل كل فئات المجتمع. قام الإخوان فى هذا الشأن بتأسيس «التحالف الوطنى لدعم الشرعية» حتى يبينوا للجميع أنهم جزء وليسوا كل الاعتصام، ومن ثم فإنهم ليسوا وحدهم فى الشارع، وليسوا وحدهم على مائدة التفاوض المقترح.
بعد ذلك لجأ الإخوان إلى استخدام النساء للنزول للميدان بكثافة، ثم أطلقوا العديد من التظاهرات من مقار الاعتصام وغيرها تتقدمهم السيدات. بطبيعة الحال، لا ضير من وجود مسيرات نسائية خالصة، فالمرأة لها نصيب معتبر من تلك الظاهرة منذ 1919، لكن الغريب هذه المرة أن يتستر الرجال بالنساء فيقفوا فى الخلف، متمترسين بهن. بعدئذ يعقدون قران بعضهن، ويشرفون على وضع الحوامل منهن بالميدان.
منذ منتصف رمضان الماضى استخدم الأطفال، حيث تم استدعاء أبناء الطبقة الدنيا وإغراؤهم بالمال، وأعرف شخصيًا حالة تعرضت لذلك الابتزاز وقبلت المشاركة تحت إغراء الجهل السياسى والفقر على السواء. وقد حمل بعض الأطفال الأكفان وجابوا بها مقار الاعتصام، وهم بالتأكيد لا يعرفون معنى ما يحملونه.
حتى المسيحيون لم يسلموا من ابتزاز الإخوان لهم، فوجود بعض من هؤلاء يجعل الاعتصام حافلا بعنصرى الأمة!
أخيرًا وليس آخرًا، سعى الإخوان بمشاركة من يسمونهم الألتراس فى الاعتصام. وبعضنا ربما شاهد لقاء الجزيرة الإخبارية الجمعة الماضى مع الشاب خالد المصرى، عضو ألتراس نهضاوى، وقد نفى فيه الشاب أن يكون الألتراس المشارك يرتبط بأى صلة بألتراس الكرة التقليدى الداعم لثورة 25 يناير، وزاد على ذلك أن بعضا من شباب الألتراس المشاركين هم من جماعة الإخوان، وأنهم جميعًا من الداعمين للتيار الإسلامى، وأنهم تأسسوا كجزء من الدعاية للرئيس مرسى لدعم مشروع النهضة، ومن هنا أتى اسمهم «ألتراس نهضاوى». كل ما سبق يدل على أن هؤلاء والذين لا يزيد عددهم على بضع مئات، هم من شباب الجماعة وأبناء قياداتها وزملائهم فى الدراسة.
هذا هو الحشد المزعوم فى الاعتصام.