لأن حق الرد مكفول، وصلنى رد من السفير معتز خليل، مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة، وتعقيب من الخارجية لتوضيح أن جميع المعلومات الواردة فى الرد صحيحة وتمت مراجعتها بمعرفتها.
يقول السفير نصا: إن مهمة بعثة مصر فى نيويورك تركز على الاتصالات والتفاعل مع كبار مسؤولى الأمم المتحدة، والبعثات الدائمة المعتمدة لديها، لتحقيق نتائج عملية تنعكس على تناول الأوضاع فى مصر داخل أجهزة الأمم المتحدة، بناءً على تعليمات من وزارة الخارجية وحدها، دون أى مؤسسات أخرى بالدولة، علماً بأن هذه المهمة تختلف عن مهمة السفارة فى «واشنطن» التى تتناول العلاقات مع واشنطن، بما فى ذلك التفاعل مع وسائل الإعلام بشأن صورة مصر فى الولايات المتحدة.
ومن أهم أولوياتنا داخل الأمم المتحدة فى المرحلة الحالية التصدى لمحاولات بعض الدول الإقليمية، والغربية، إقحام الأوضاع فى مصر على جدول أعمال مجلس الأمن بحجة متابعة ما يجرى فى دولة محورية فى المنطقة، أو وجود مستوى من العنف قد يمتد ليؤثر على الاستقرار فى مصر على المدى الطويل، وبالتالى على الأمن والسلم الإقليمى أو الدولى، إذ إننا نتمسك بأن الوضع فى مصر شأن داخلى يقرره المصريون بأنفسهم، وبالتالى لا مجال لطرحه على مجلس الأمن.
ومن ذلك حث السكرتير العام وكبار مساعديه على عدم الاستجابة لمحاولات عدة بذلتها مفوضية الاتحاد الأفريقى لجذب الأمم المتحدة وشركاء دوليين آخرين للانضمام إلى آلية دولية مشتركة كان الاتحاد الأفريقى يعتزم إنشاءها لمتابعة الوضع فى مصر من الناحيتين السياسية والاقتصادية، على غرار ما تم اتباعه مع دول أفريقية (هشة) تعانى من حروب أهلية.
وقد ترتب على اتصالاتنا امتناع سكرتارية الأمم المتحدة عن المشاركة فى أى جهد يقوم به الاتحاد الأفريقى بتعليق عضويتنا، كما نقوم بترتيب عدد من الاتصالات المباشرة المهمة التى تمت مؤخراً بين السكرتير العام وكبار المسؤولين المصريين، لتبادل الرأى، والتشاور حول ما تستطيع الأمم المتحدة أن تقدمه لمصر للمساعدة على عبور المرحلة الانتقالية بنجاح، وفقاً لأولوياتنا الوطنية.
كما توليت رئاسة المجموعة الأفريقية فى نيويورك خلال شهر يوليو، رغم التحديات المرتبطة بتعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى، علماً بأن أعمال المجموعة تقتصر على تناول الموضوعات المتعلقة بالقارة الأفريقية محل البحث داخل الأمم المتحدة دون غيرها، خلال الشهر، وليس من بين هذه الموضوعات الوضع فى مصر.
وفيما يخصنى، فبداية لم أرشح يوماً لتولى وزارة الخارجية (حسب علمى)، وإن كنت قد قرأت خبراُ صحافياً بهذا المعنى تضمن نفس الأخطاء التى وردت بعمودك ومعلومات أخرى غير صحيحة، بما فيها أن ذلك الترشيح المزعوم تم بسبب «انتماءات إخوانية»، رغم أن قانون السلك الدبلوماسى والقنصلى يحظر على الدبلوماسيين بوزارة الخارجية الانتماء إلى أحزاب سياسية، إذ إن وزارة الخارجية وأعضاءها مؤسسة وطنية مهنية عريقة.
إن قرار تعيينى مندوباً دائما لمصر فى الأمم المتحدة فى نيويورك صدر فى فبراير 2012، أثناء تولى المجلس العسكرى إدارة البلاد، وقبل الانتخابات الرئاسية ببضعة شهور، وإن ذلك التعيين لم يتم بناء على توصية من أحد، بل تم بناء على معايير أحسب أنها موضوعية، بترشيح وزير الخارجية السابق محمد كامل عمرو، كما أن إشرافى على زيارة الرئيس (السابق) إلى الأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى جاء ضمن أدائى لعملى كمندوب لمصر لدى الأمم المتحدة بصرف النظر عمن يتولى منصب رئيس الجمهورية، أو منصب المندوب الدائم.
تعقيب: سعادة السفير.. يسعدنا ردك، لكنك لم تجب عن السؤال: هل 30 يونيو ثورة؟ ولماذا تصمت عنها حتى الآن، وكنت تتغزل أيام (المعزول وليس السابق) بالمسيرة الديمقراطية، صحفيا ودبلوماسيا؟ لا أنتظر إجابة تخصنى، أنتظر تصريحات علنية منكم تدحض ما تراه (أنت والخارجية) معلومات غير صحيحة!!
