فجأة.. توقفت قنوات «الجزيرة» عن متابعة مهرجان التنطع الذى لا تتوقف عن بثّه من «رابعة العدوية» بكل ما فيه من أكاذيب وتحريض -وانحطاط إعلامى- وهلاويس وصلت إلى حد رؤية سيدنا جبريل وهو يصلى هناك، ورؤية بشائر النصر فى صاجات الكحك!!
لا بد أنه الشديد القوى الذى يمنع «الجزيرة» من متابعة مهرجان التنطع، ويجعلها تخصص ساعات الإرسال كلها لمتابعة الحدث الجديد.
بعد قليل كان واضحًا أن الإشارة جاءت من «الصديق الوفى» فى إسرائيل، وعلى الفور بدأ التطبيع الإعلامى الذى بدأ من «الجزيرة»، ثم امتد إلى المواقع الإلكترونية الإخوانية وبمشاركة «مباركة»!! من القيادات وفى مقدمتهم الأخ الذى تم تنصيبه يومًا بطلًا قوميًّا فى إسرائيل، والذى أعلن على الملأ فخره واعتزازه بلقب «أدون عريان» الذى ناله من أبناء العم عربونًا للمحبة التى جاءت بعد سنوات من «خيبر.. خيبر يا يهود»!!
مهرجان التنطع الجديد قام على أساس ما سرّبه الإسرائيليون من أنهم استهدفوا أشخاصًا داخل سيناء كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ على الكيان الصهيونى!! والتنطع استمر حتى بعد البيانات الصادرة عن جيش مصر والتى نفت أى اختراق للأجواء المصرية، وأى تنسيق مع الجانب الإسرائيلى!! كما استمر التنطع حتى بعد أن تراجع الحديث ليصبح حول انفجار فى راكب دراجة!!
القصة كلها مشبوهة، والأهداف واضحة.. وأولها أن يقال إننا لا نحارب فى سيناء عصابات من الإرهابيين والقلتة، بل نحارب «جهاديين!!» يستهدفون العدو الإسرائيلى!!
أى «جهاد» أيها المتنطعون، وأنتم لم توجّهوا سلاحكم إلا إلى صدور أبنائنا من رجال الجيش والشرطة، بل ومن المواطنين المسالمين الذين انهالت عليهم قذائف «آر.بى.جى» من مدافعكم لتدك منازلهم وتغتال أرواحهم؟
وأى «جهاد» أيها المتنطعون، وأنتم لم تستهدفوا إسرائيليًّا واحدًا منذ فتح لكم مرسى والإخوان كل الطرق لتنشروا إرهابكم فى سيناء؟ بل ولم تستهدفوا إسرائيليًّا واحدًا من غزة حيث الحكم لـ«حماس» والقرار فى يد «الإخوان»؟
وتريد حملة التنطع أن تقول إن مصر ما بعد 30 يونيو تسمح بانتهاك سيادتها (!!).. أليس غريبًا أن يأتى هذا التنطع من جانب مَن يصرخون من «رابعة» وخارج رابعة متسولين التدخل الأجنبى لإنقاذهم؟ أليس مشينًا أن يأتى هذا الحديث عن السيادة الوطنية من الذين باعوا كل شىء ليصلوا إلى الحكم ثم ليستمروا فيه؟ أليس مهينًا للعقل أن يحدثنا عن السيادة الوطنية مَن رفعوا شعار «طظ فى مصر» ومن عرضوا التنازل عن أرض مصر فى «حلايب وشلاتين» أو فى سيناء الحبيبة؟
بالنسبة إلينا.. ليس غريبًا أن تدخل إسرائيل على الخط، وفى وقت تعلن فيه الرئاسة أن ما تتعرض له مصر من ضغوط خارجية يتجاوز كل الأعراف الدولية.
وفى وقت يرفع فيه الجميع «برقع الحياء».. فتحارب أمريكا بكل أوراقها من أجل إنقاذ «الإخوان»!! ويعلن «الإخوان» تبنيهم للإرهاب فى سيناء؟ ويرفع الإرهابيون الذين يقتلون جنودنا فى سيناء أعلام القاعدة وصور مرسى جنبًا إلى جنب!!
لم تكن صدفة أن تتجاهل أمريكا وأوروبا الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب فى سيناء، ولم تكن صدفة أن يرفض كل المبعوثين الدوليين وآخرهم «ماكين» أى حديث عن الإرهاب الذى تبنّته جماعة الإخوان واعتبرته سلاحها لتأجيل نهايتها.
ولم تكن صدفة أن تشكو إسرائيل أخيرًا من أن الفريق السيسى أوقف الاتصال مع تل أبيب بعزله رجال مرسى فى الأجهزة الأمنية «صحيفة معاريف»، ولم تكن صدفة أيضًا أن يتم استدعاء العامل الإسرائيلى ضمن محاولات الضغط على الحكم فى مصر للابتعاد على بعض الأوراق التى تستخدمها أمريكا «جماعة الإخوان وعصابات الإرهاب» أو للتهديد بالتدخل الأجنبى أو التلويح به!!
مشكلة المتآمرين من الخارج، والخونة من الداخل، أنهم لا يدركون الحقيقة الكبرى فى ما حدث فى 30 يونيو. فى هذا اليوم العظيم لم تسقط إرادة الشعب حكم الإخوان الفاشى فقط، ولكنها كانت تصدر حكمًا بإنهاء وجود الإرهاب على أرض مصر، وكانت تقول بالفم المليان إنه لم تعد هناك وصاية على قرار مصر من أى جهة كانت.
سيقاومون إرادة الشعب حتى النهاية، ولكنهم يعرفون أن النهاية وقعت فى 30 يونيو.. وكل ما يجرى بعد ذلك هو من حلاوة الروح.. أو مرارة السقوط الذليل!!