ايجى ميديا

الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

مرسى والكرسى والثقب الأسود

-  
نشر: 11/8/2013 5:39 ص – تحديث 11/8/2013 9:52 ص

فى أثناء متابعة الحوارات الدائرة حول الواقع المصرى، فوجئت بالعثور على ثقب أسود فى أذهان كثيرين ممن يقرؤون عنه، أو يعلقون عليه «الواقع لا الثقب». وتبدو معالم السقوط فى هذا الثقب أكثر وضوحًا مع من لم يعايشوا الحالة المصرية بشكل مباشر.

قطر هذا الثقب، يمتد من انتهاء الانتخابات الرئاسية «التى قبل حتى الشيوعيون أن يصوتوا فيها لمرسى نكاية فى مرشح النظام القديم الفريق شفيق» ويمتد حتى إقصاء الرئيس المعزول. وأبعد نقاط الزمن المسجلة قبل الوصول لحافة الثقب هى تلك اللحظة الفاصلة، والمستمرة ذهنيًّا عن البعض، والتى أتى الصندوق فيها بمرسى وبحكم الإخوان. لحظة حقيقية وديمقراطية لا شك. 

أما ما حدث بعد هذه اللحظة فيسقط فى الثقب. ومنه خسارة الإخوان لأصوات أكثر بكثير من تلك التى غصب أصحابها أنفسهم غصبًا لانتخاب العياط.

أحداث عام كامل تختفى فى ثقب كونى، بينما يبذل «النصوصيون» جهدًا جبارًا للتعلق بما يسمونه «آليات الديمقراطية» بنفس الشكل الذى يحاولون به «تلصيم» الحياة، أو تلفيق حديث للرسول أو آيات قرآنية لتناسب مقتضيات السياسة التى يرغبون فى فرض كل تحول فيها على الناس باعتباره تحولًا «مطلقًا»، إلهيًّا وأبديًّا لا يمكن تغييره.

ما سبق للنصوصيين محاولة فرضه باستخدام المطلق الدينى، يسعون الآن لنشره من خلال «المطلق السياسى» بفرض وجود مطلق سياسى.

وهم لهذا يتعاملون مع مفاهيم «الصندوق»، أو «الديمقراطية» أو «الانقلاب» كما يتعاملون مع النصوص التى احترفوا تفسيرها ومطّها وقولبتها عند الحاجة. يحاولون إقناعنا أن لها شكلًا واحدًا وثابتًا وتفسيرًا لا يتغيّر، وهو التفسير الذى يروقهم الآن وليس غيره.

نعود للثقب.. ما سقط فى الثقب الكثير. بدءًا بوعود الرئيس العياط ذاته التى تشكل عقدًا سياسيًّا واجتماعيًّا مع مَن انتخبوه. ومَن لا تفلح هذه السطور بتذكيره بالوعود الضائعة، عليه بالعودة إلى اتفاق «فيرمونت».

ما سقط فى الثقب هو الغزل الصريح مع الجهاديين والتكفيريين الذى بدأ بالعفو عن جرائمهم بشكل استثنائى بمجرد استقرار العياط فى كرسى الرئاسة، وتكريمهم علنًا أمام الملايين، وما تبع ذلك من تدعيم لوجودهم فى سيناء أو التغاضى عنه. 

ما سقط فى الثقب هو التردى المعيب فى علاقات دولة محورية مع محيطها العربى والإفريقى والدولى.

هو التآكل الفاضح فى النسيج الوطنى المصرى وحالة الاستعداء الفج بين المسلمين والأقباط وبين المسلمين والمسلمين «سنة وشيعة»، وبين المسلمين.. والإسلام «راجع تقارير زيادة معدلات الإلحاد».

ما سقط فى الثقب هو ما حدث من ترد فاحش وهجمة بربرية على كل ما يجعل من مصر.. مصرا: الثقافة والفن والفكر والإعلام باختيارات لمسؤولين ووزراء يعادون ما يفترض مسؤوليتهم عنه «وخد بالمرة السياحة وتعيين محافظ جهادى له علاقة بالجماعة التى ارتكبت مذبحة الأقصر ورأت أن آثار مصر أصنام ينبغى هدمها أو تغطيتها»

ما سقط فى الثقب هو استمرار القمع والتعذيب والتنكيل بالمعارضين الذى قامت من أجله الثورة «راجع تقارير منظمات حقوق الإنسان التى ينادى عليها الإخوان من منصة رابعة خمس مرات فى اليوم».

ما سقط فى الثقب هو المحاولات المستمرة لمد حبل الوصال مع الداخلية والجيش وسلطات الأمن التى تمتعت فى عصر مرسى بصلاحيات أوسع، ولم يكف مرسى عن امتداحها وتملقها «هل تذكر العبور الثالث؟».

سقط فى الثقب الكثير، لكن أهم ما سقط فيه، هو رفض الرئيس السابق كل الخيارات الديمقراطية المطلوبة للتأكد من استمرار الثقة فى حكمه، كما سقطت فيه أيضًا حقيقة أن الصندوق ليس آلية وحيدة لتطبيق الديمقراطية.

ربما لا أكون شديد الاقتناع بأن الثلاثين من يونيو يشكّل ثورة فى حد ذاته، وما زلت أرى أن الخامس والعشرين من يناير وشعاراته وطموحاته التى أجمع عليها الشعب هى الثورة الأم التى قامت لتستمر. ولكننى متأكد أن أى منطق تعتمده سواء أكان المنطق الثورى بديناميكيته، أو المنطق الديمقراطى بآليات الإقالة فيه هو Impeachment هو الكامن خلف التغيير الأخير بصرف النظر عن الآلية الشكلية، فى عصر لا يزال فيه حراك ما بعد يناير مستمرًا.

الإنصاف يقتضى الاعتراف بأن الثلاثين من يونيو واكبه دعم معلن وخفى، مخطط وعشوائى، من أفراد وهيئات ومؤسسات بعضها أبعد ما يكون عن الثورة وروحها. وأن الأعداد التى خرجت فى الثلاثين كانت هناك بعض المبالغة فى تقديرها. ويقتضى الاعتراف بأن ممارسات ما بعد الثلاثين من يونيو شابتها عودة محمومة لشخوص وممارسات تنتمى إلى النظام السابق وارتداد لأجواء ما قبل الخامس والعشرين من يناير، ويقتضى الإقرار بالتردى الواضح فى الأداء الإعلامى عمومًا، وغياب تعددية الرأى، والانهيار الشديد فى الأداء المهنى الذى كنا نأمل فى تطوره، مع حالة التأليه المندفع لرموز السلطة، والترويج الأعمى لمن تحدد قرون استشعار القوة ضرورة إرضائه.

لكن لا ينبغى أن نسمح بسقوط مجموعة أخرى من الحقائق أو المشاهدات فى الثقب الأسود وبعض المقتضيات الإضافية للأمانة. منها أن «الإعلام» «على عمومية الكلمة» ومؤسسات الأمن والتأثير فى الرأى العام  التى ينسب إليها البعض فضل الثلاثين من يناير، لم تفلح قبلًا وبالتحديد فى الخامس والعشرين من يناير، من التأثير فى الجماهير أو الحد من حركتها، فلماذا ننسب إليها كل الفضل فى حركة جماهير الثلاثين.

منها أننا لا ينبغى أن نتعامى عن حقيقة أن القطاع الأوسع من المصريين قد وصل ضيقه إلى منتهاه قبل الثلاثين من يونيو بشهور وأن هذا الضيق والغضب كان ينتظر دفعة رفيقة لينفجر فى وجه الإخوان، وهو ما حدث. منها أن نتذكر أن المبالغة فى تقدير الحشود طبع تغطية أحداث يونيو ويناير «فى الوقت الذى يبدو فيه أن المبالغة فى أعداد (شعب) رابعة ضرورية وأحيانًا واجبة».

عمومًا..

لو سقط كل هذا فى الثقب الأسود ومعه كل ما كتبت، تذكر فقط أن الديمقراطية ليست حذاء يلبسه الحاكم حتى يصل إلى الكرسى، لأن مسؤوليتها تبدأ بعد الجلوس لا قبله، وأنها ليست حجابًا تسدله على الأذهان لينسى الناس أفعال الحاكم وممارساته بعد لحظة اختياره، ولا يسمح لهم إلا بتذكر أنهم انتخبوه «بخيار ديمقراطى» ولا تنسَ:

أن الآليات هى التى تصنع الديمقراطية، لا العكس.

أن الآليات تحتاج مراجعة دائمة للتأكد من أنها ترسخ الديمقراطية ولا تزيّفها.

وأنها ليست نصًّا، وليست قرآنًا..

وبالتأكيد.. ليست مقدسة.

مستشار إعلامى والرئيس السابق لتليفزيون وإذاعة وموقع «بى بى سى» العربى

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات