الأعياد هى مواسم الفرحة، تجمع شتات المتفرقين، توحد صفهم وتبدد جميع الخلافات بينهم، هى عنوان التسامح على ظهر الأرض، لكن كثيرين جدا لم يعيشوا هذه المشاعر، وآخرون قاموا بتمثيلها، لأن الحقيقة أن الجميع يضع يده على قلبه من شدة الرعب على مستقبل بلدنا «مصر».
انظر إلى الوجوه التى ظهرت على شاشات التليفزيونات، أو تلك التى التقطتها عدسات المصورين، سترى ابتسامات باهتة، وفرحة غير حقيقية، يحاول أصحابها تمثيل دور «السعيد».
لا الذين فى «رابعة» أو «النهضة»، ولا من فى «التحرير» أو «الاتحادية»، كانوا يحتفلون من قلوبهم، لكنهم يحاولون- دون جدوى- الهروب من الخوف الذى يملأ صدورهم، لأن الموقف يسوء يوما بعد يوم، ورائحة الدم تقترب أكثر، وكابوس الهدم ينغص عليهم يقظتهم ونومهم.
حتى الذين ينضمون إلى «حزب الكنبة» لم ينجحوا هذه المرة فى الابتعاد عما يدور فى الميدان، لأن الميدان صار ميدانين، واقتحم عليهم بيوتهم، فأصابهم نصيب كبير من الخوف والحزن، بعضهم تمنى ألا ينتهى رمضان، لأن بركاته تؤمنهم، وكثيرون لم يسمحوا لصغارهم بالنزول واكتفوا بالجلوس فى المنازل.
والخروج من هذه الحالة لن يكون إلا بالالتقاء عند نقطة واحدة، هى «إنقاذ الوطن»، التصالح والعودة إلى الصف الواحد، قبول المبادرات التى تحفظ للدولة والقانون هيبتهما وتجمع شتات المصريين.
المتاجرة والعزف على المشاعر لن يجدى، والتلويح بالاستعداد للمعارك اختيار فاشل وانتحار سياسى وبدنى، يكذب من يدعى أنه «شهادة»، لأن الشهيد لا يكون حريصا على قتل أخيه، الشهيد هو من يموت دفاعا عن وطنه وحماية لأمنه، لا الشهيد هو من يقتل غدرا على أيدى محترفى إراقة دماء.
والذين يتمسكون باختيار «الفوضى» واهمون، لأن «الدولة» يمكن أن تصبر، ويطول صبرها ويمتد، لكن هذا الصبر له نهاية، وعلى كل فصيل أن يتحمل ثمن اختياره، هذا الذى سيدفع جزءا منه الآن، وسيتكبد الجزء الأكبر فى المستقبل، لأن المصريين لن يغفروا لمن يشعل النيران فى بيوتهم.
■ رسالة:
الذين يطلقون فتاوى تفرق بين المصريين، وأخرى فيها تطاول على الأماكن المقدسة، كفاكم متاجرة بالدين، لا يدفعكم الخوف من انصراف الناس من حولكم إلى الافتراء والاختلاق.
■ ورسالة:
لا يختلف عاقل على أن أمريكا لا يعنيها سوى مصالحها ونفوذها، وتمسكها بعلاقاتها مع جماعة الإخوان والرئيس المعزول هو تمسك بإنجاز المشاريع المتفق عليها، وتحسر على الأموال التى أنفقوها على هذه المشاريع.