ليس مصادفة، أن يكون أول عيد بعد «مرسى» هو عيد الاستقلال الوطنى.. نظام مرسى كان يشبه نظام التتار.. جماعته تشبه جماعة الاحتلال.. عمرك شفت جماعة تهدد شعباً؟.. حاجة من اتنين.. إما قلة عقل، أو قلة أدب.. يهددون ببحور من الدماء.. يهددون بحرب شوارع.. قطع ألسنتهم حين يقولون أو يلوحون.. ثورتنا ستبقى سلمية.. مصر ستبقى مدنية.. لا مكان لإرهابيين قتلة!
لأ بقى.. الحكاية مش بس فرفرة كما قلنا.. مش شوية سخونية بعد العملية الجراحية، كما كتبنا، هناك أيد أجنبية تلعب.. ظهير مشبوه يموّل عمليات واعتصامات مسلحة.. جون ماكين يمثل هذا المد الغربى.. يخفى خلفه عمل منظمات صهيونية.. «أردوجان» يقود حلفاً نفعياً إخوانياً.. الشيخ تميم يمثل ولاية قطر.. عدوان ثلاثى جديد على مصر.. الحكاية تحتاج إلى ناصر جديد لمواجهة العدوان!
حين تُفتش فى تصريحات الإخوان، ستجد أنها تهدد بحرق القاهرة.. كلها تحمل ترويعاً للشعب.. تحمل ترويعاً للجيش.. الشعب من جانبه لا يهدد بالحرب.. فقط يقول ثورتنا سلمية.. فقط يردد: تسلم الأيادى.. تسلم يا جيش بلادى.. يطيش صوابهم بسبب أغنية.. الجيش فى انتظارهم الآن.. فى كل شارع وفى كل حارة صوت ينطلق من الداخل: تسلم يا جيش بلادى.. أجواء حرب قادمة على الإرهاب!
السؤال: ما سر بقاء الإخوان فى رابعة والنهضة؟.. ما معنى كلامهم عن الصمود؟.. هل يرجع لقوة ذاتية؟.. هل يرجع إلى قوة التنظيم الدولى؟.. هل يخضع لتمويل فقط؟.. أم أن هناك من يلعب فى مصر؟.. أم أن هناك من يلاعب قيادة مصر؟.. أم هو اختبار من نوع ما لقوة الدولة والثورة؟.. بالتأكيد هناك خوف ورجاء.. بالتأكيد طول فترة الاعتصام كانت فرصة لاكتشاف الأطراف الخفية!
الظهير الشعبى خلف القيادة المصرية أقوى من أى ظهير أجنبى خلف الإخوان.. الملايين التى نزلت الميادين لا يمكن تعبئتها حتى فى أزمنة الحرب.. هناك استعداد لنزول أكبر لو تطلب الأمر.. معركة الاستقلال الوطنى تحتاج إلى جهد أكبر.. تحتاج إلى عمل أكبر.. القيادة المصرية استفادت من طول فترة الاعتصام.. استفادت من الوساطات الأجنبية.. استفادت من الوقاحات الغربية أيضاً!
مشهد الميادين كان مُربكاً لأطراف كثيرة.. الحكاية أكبر من قدرة الإخوان على الصمود.. ثبت أن الكلام عن قوة الإخوان سراب.. ثبت أن قدرتهم على الحشد وهم.. الذين فى رابعة والنهضة مستفيدون من البقاء، أو مغيبون تحت تأثير ماكينة الأكاذيب.. أمريكا ارتبكت من خروج المصريين.. إسرائيل انزعجت.. تركيا أسقط فى يديها.. عواصم غربية وحتى أفريقية لم تتصور ما جرى!
مصر خلاص قررت.. قررت أن تخوض معركتها ضد الإرهاب.. قررت أن تخوض معركة الاستقلال الوطنى، بعد الاحتلال الإخوانى.. سوف ننتصر.. نثق فى قدرة جيشنا.. نثق فى قدرة شرطتنا.. نثق فى ثورتنا.. لسه الأغانى ممكنة.. سنغنى للوطن، ونغنى لجيشنا «تسلم الأيادى.. تسلم يا جيش بلادى»!