■ الرجولة ليست شوارب كثيفة يقف عليها الصقر. وليست عضلات طرزان يختال بها وهو يصيح فى الغابة وليست شجيع السيما أبوشنب بريمة وليست شخطة سى السيد فى جريمة وليست تكشيرة تهدد بعظائم الأمور والسفور. وليست عناداً أسود يكلف صاحبه مصيراً أكثر سواداً وليست تباهياً بجاه أو مال زائل، وليست قلباً ميتاً دفنه صاحبه فى مقبرة مجهولة وليست قوة غاشمة خرقاء كقوة الثيران فى حلبة إسبانية، وليست انقياداً أعمى للأوامر وما عليك إلا الطاعة العمياء، وليست بدناً ضخم الجثة تعرض عقله لحادث خطف، وليست إطلاق رصاص على أهالى بلده من مئذنة جامع، وليست سلاحاً أبيض فى يدك وخرطوشاً فى جيبك تأتمر فتنفذ الشر بحذافيره، وليست محاولات يائسة لتشويه جيشك المصرى يا أخ ـ إنه جيش تسعين مليوناً، وليست استقواء بدولة أجنبية أو مبعوث أجنبى أو رأى عام مضلل، وليست إقلاقاً لسكان حى وإزعاجهم وتفتيشهم وتسويد الدنيا فى وجوههم، وليس بتر أصبع مواطن بسيط بوحشية سكان الأدغال، وليست جنون سلطة لحست العقول وأذلت الأعناق، وليست إنكار هوية مصر وعلمها الخفاق فى كل الدنيا، وليست صلاة فجر يعقبها قطع طريق يعطل مصالح البلاد والعباد، وليست بطشاً بالغلابة وإذلالاً بالمال كى يناصروك فى قضية خاسرة يدركها التنظيم الدولى جيداً.
■ الرجولة ـ يا أخ ـ ليست الاختفاء وراء امرأة وطفل يتيم، فهل تواجه المرأة ـ بالنيابة عنك ـ الأذى فى فض الاعتصام، وهل يواجه الطفل ـ بالنيابة عنك ـ رذاذ المواجهة وما تسفر عنه، هات لى ـ يا أخ ـ مكاناً على ظهر الدنيا اخترع الدروع البشرية من الزوجات والأرامل واليتامى، أين الرجولة هنا؟ أين الشهامة وقبلهما وبعدهما أين كلام الله؟ هل هذا شرع الله يا شياطين؟
■ الرجولة ليست ذرف الدموع أمام العالم، فالعالم الحر يعلم ماذا جلبتم لمصر غير التخلف والهوان، وليست توزيع كتيب منحل فى المترو والأتوبيسات، عنوانه الرئيس المظلوم، وليست استدعاء دبلوماسى وراء دبلوماسى للوساطة وضربنى وبكى وراح واشتكى، وليست عمى البصر والبصيرة لمؤسسات منظمات حقوق الإنسان والاتجار بالأطفال فيما هو أشد من الدعارة يا مستر.
■ الرجولة ـ يا أخ ـ ليست سباباً للفريق السيسى الذى صار أيقونة المصريين، فعلى يديه لاح فجر جديد لمصر، ليست تشويهاً مقيتاً على فيس بوك لرجل يقف المصريون خلفه يا شاطر وأنت لا تدرى، فالسيسى نبت حر فى أرض الكرامة ونسخة أكثر جسارة من عبدالناصر.
■ الرجولة أن تعترف ـ يا أخ ـ أن رئيسك ظلم نفسه حين جلس على كرسى حكم مصر، فربما كان الشاطر أشطر من التايوانى الاستبن، وفى علم (قطع الغيار) الأصلى أفضل، ولكن حدث أن الاستبن فرقع لأنه ملىء بالثقوب وجنح بالسيارة فاصطدمت بقطار ثم نزلت إلى قاع النيل، وجار إحصاء ضحايا الحادث.
■ الرجولة أن تدرك ـ يا أخ ـ أن الصدام قادم قادم ما لم يغادر أهلك وعشيرتك مستنقع رابعة إلى بيوتهم فى أمان، وإن كنت أشك فى قدراتك العقلية ولعلمى أن السلمية عندك دموية، ولكن الصدام ستكون خسائره كبيرة من دماء المصريين، لاحظ كلمة (المصريين) تصور أن بقاءك فى «رابعة» مرهون بصفقات، يعنى أنت مجرد قطعة خشبية تحتل مربعاً فى شطرنج الجماعة يا ولدى يحركونها حسب الريح ما يودى.
■ فضوها سيرة واعتصام.