انتهى شهر رمضان شهر الرحمة والغفران وبعد انتهاء الشهر الكريم لابد أن نعلم ونسلم وجهنا لله.. وأن نرفع شعار (لله أرحم بكم من رحمة أم بطفلها الرضيع) وأن نرفع شعار (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) إذن فإن الله لا يستفيد شيئا من خلافاتنا وأزماتنا فعندما يأتينا هم أو أزمة دائما نقول (ياهم عندى رب كبير عظيم حليم ودود يتودد إلى عباده وهو الغنى عنهم) فمصر مرت بكثير من الأزمات، والله سبحانه وتعالى وضع البركة فى مصر وليس حولها قال تعالى «وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التى باركنا فيها» والمقصود بالأرض هنا مصر والشام فالله عز وجل غرز البركة فى أرض مصر والشام، ومحال أن تزول البركة إلا إذا زال الكون كله..
كذلك وصية النبى عليه الصلاة والسلام (إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما) فمصر محفوظة فهى أرض بركة ووصية النبى عليه الصلاة والسلام.. الدنيا لا تخلو من الآلام والابتلاءات فكما قال ابن مسعود رضى الله عنه (لِكُلّ فَرْحَةٍ تِرْحَةٌ وَمَا مُلِئَ بَيْتٌ فَرَحًا إلّا مُلِئَ تَرَحًا) فلابد أن نعلم أن الحياة بطبيعتها جبلت على كدر وهى دار ابتلاء.. فلا يمكن أن نتخيل أى بلد مهما كان، ومهما كان النظام الحاكم به أن تكون جنة من جنات الله عز وجل على الأرض فلابد من وجود ابتلاءات ولابد أن ندرك جميعا قوله تعالى « يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ» فلابد أن نتعامل مع هذه الأزمات على أن الإنسان سوف يقابل ربه وأنه سيحاسب على صحيفته.. (فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة) فأول قارب من قوارب النجاة هو التوبة فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يتوب ويستغفر فى اليوم أكثر من مائة مرة.. والصلاة من أجل مصر.. والتوكل واليقين والاستغفار، والدعاء أن يصلح الله ما بين قلوب المصريين يقول الله سبحانه وتعالى «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ» فالنصرة الحقيقية هى النصرة على نفوسنا.. فكما جلسنا نبحث عن كل الحلول حان الوقت أن نلجأ لاعظم حل وهو أن نتصالح مع الله سبحانه وتعالى.