أى واحد عنده ذرة من العقل فى رأسه لابد أن يتساءل عن ذلك السبب القوى الذى يجعل السيناتور الأمريكى الوقح، جون ماكين، يتعاطف مع جماعة الإخوان إلى هذا الحد!.. إذ الطبيعى، والحال هكذا، أن يسأل المرء نفسه: ماذا بالضبط، بين الجماعة وبين هذا الأمريكى الصفيق؟!
حقيقة الأمر أنك لو كنت ممن يطرحون مثل هذا السؤال على أنفسهم بقوة هذه الأيام، دون أن تصل إلى إجابة شافية، فسوف يكون عليك أن تفتش عن المعلومات المتاحة عن هذا الرجل، فى أى موقع، وعندها سوف تكتشف أنه صهيونى بامتياز، وأنه مجرد مندوب لتل أبيب فى الكونجرس الأمريكى الذى يحمل بطاقة العضوية فيه.
وسوف تعود لتتساءل من جديد عن علاقة صهيونيته الفجة بما يبديه من تعاطف مع جماعة، لن تتردد بحكم طبيعتها عن ممارسة العنف ضد الأمريكان أنفسهم فى المستقبل، بعد أن ظلت تمارسه ولاتزال منذ ثورة 30 يونيو ضد مصريين مسالمين لم يمارسوا عنفاً مع أى إخوانى، ولا حرضوا عليه فى أى وقت؟!
وسوف يكون الجواب على سؤالك أن الوقح ماكين يتعاطف فى حقيقة الأمر مع إسرائيل وليس مع الإخوان، ويريد بالتالى أن يحتفظ بالإخوان فى المشهد السياسى المصرى، لعلهم مستقبلاً يضغطون فى اتجاه مواصلة تقديم ما كان المعزول قد ظل يقدمه لإسرائيل خلال عام واحد قضاه فى الحكم.
فالمعزول، لمن لا يعرف، هو أول رئيس مصرى يخاطب الرئيس الإسرائيلى بيريز، فيكتب له فى خطاب رسمى منشور ويقول: صديقى العظيم بيريز!.. لم يفعلها مبارك طوال 30 عاماً، ولا فعلها السادات، ولا طبعاً عبدالناصر، الذى إذا لم يكن فى تاريخه سوى أنه أول من عامل الإخوان بما يستحقون ويفهمون، فإن هذا وحده يكفيه ويخلده فى التاريخ!
والمعزول، لمن لا يعرف، هو الذى سمح بتركيب أجهزة مراقبة من نوع ما على طول الحدود بيننا وبين إسرائيل بما يحقق أمن الإسرائيليين أكثر، ولم تكن القضية فى أنه مجرد سمح بتركيبها وإنما يكفى أن نعرف أن «مبارك» رفضها على مدى عصره.. رغم الضغط الإسرائيلى المتواصل عليه، فلما جاء «مرسى» كان أول شىء يفعله هو السماح بها!
والمعزول، لمن لا يعرف، كان هو الذى اشتغل ضابط إيقاع فى قطاع غزة، بحيث كانت مهمته الأساسية، التى على أساسها راح الأمريكان يدعمونه ويدعمون جماعته، هى وقف أى هجوم فلسطينى من القطاع على إسرائيل، وهو ما حدث طوال 12 شهراً وبالتزام وانضباط كاملين من جانبه!
هل نتوقع بعد هذا كله، وبعد هذه الخدمات الجليلة من الإخوان لأمريكا ثم إسرائيل بشكل خاص، أن يفرطوا فيهم بسهولة.