قال السفير معتز أحمدين خليل، مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة، يوم 29 يونيو: إن مصر تسير على الطريق الصحيح رغم ما تواجهه خلال المرحلة الانتقالية فى أعقاب ثورة يناير، مشيرا إلى أن المسار الديمقراطى لا رجعة عنه. جاء ذلك خلال استقباله بمقر البعثة المصرية مجلس أمناء الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بمناسبة اجتماعهم السنوى فى نيويورك.
قبل ثورة 30 يونيو بيوم واحد، وبفارق التوقيت بين القاهرة ونيويورك، السفير خليل يصدح بالديمقراطية الإخوانية، مصر تسير على طريق الإخوان الصحيح، يوم 30 يونيو سعادة السفير بلّغ غياب، فص ملح وداب، اختفى سعادة مندوب مصر الدائم فى أروقة الأمم المتحدة، لا حس ولا خبر، ولا تصريح، ولا مؤتمر صحفى، ولا مقابلة تليفزيونية، ولا ريسبشن لتثمين الثورة المصرية لعتاة الإعلاميين والسياسيين الأمريكان المتضورين جوعا إلى معلومة من الحكومة المصرية الجديدة تنفى عنها صفة الانقلابية التى وصمتها بها الإدارة الأمريكية مبكرا.
هناك صوت مصرى يحاول فى واشنطن السفير محمد توفيق، ولكن صمت القبور فى نيويورك، لم يصدر عن السفير خليل ما يشير من بعيد أو قريب إلى أن ما يجرى فى مصر ثورة، ففى بيان مصر يوم 23 يوليو، وقبل التفويض الشعبى للفريق السيسى، وفى جلسة مجلس الأمن حول الوضع فى الشرق الأوسط، طالب السفير خليل بوقف أعمال العنف فى سوريا فوراً، بالذمة هل هذا مندوب مصر الدائم، ومن أملاه هذا البيان، أليس فى القاهرة وسيناء عنف منظم من جماعات إرهابية؟! سفير مصرى يتجاهل ثورة بلاده فى يوم ثورة 23 يوليو وكأنه يعيش فى كوكب آخر، أمندوب مصر هذا أم مندوب الصومال؟!
وعقدت المجموعة الأفريقية فى الأمم المتحدة أول اجتماع لشهر يوليو على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة السفير خليل، وألقى سعادته بيان مصر نيابة عن المجموعة الأفريقية أمام جلسة الجمعية العامة لتأبين ستويان جانيف، وزير خارجية بلغاريا الأسبق، ولم يأت على ذكر ثورة مصر عرضا، وكانت لديه فرصة مرتين، أمام مندوبى القارة والجمعية العامة، لشرح التطور الحادث فى مصر، لكنه ينتظر عودة المعزول، لايزال يتلقى توجيهاته من عصام الحداد.
السفير خليل للعلم كان مرشحا وزيرا للخارجية بعد محمد كامل عمرو، وذهب إلى نيويورك بتوصية إخوانية، السفير بلع لسانه، وترك الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون «يخبّط فى الحلل»، لا يعرف ماذا يقدم للمصريين.. تهنئة بالثورة أم تعزية على الانقلاب، سعادة السفير ما جرى فى 30 يونيو ثورة، أتعتقد فى ذلك؟ أعرف إجابتك سلفا، نفس إجابة عصام الحداد!
معتز أحمدين خليل من مواليد 1965، سفير مصر الدائم لدى الأمم المتحدة منذ 25 مايو 2012، كان مشرفا على زيارة مرسى للأمم المتحدة، شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير، وسبق له العمل نائبا لسفير مصر بالنمسا، ونائبا لمندوب مصر فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا. كما عمل فى بعثات مصر الدبلوماسية بكل من الرباط ونيويورك.
لن ندخل إلى سراديب الماضى، ونبش القبور، لكن ما يهمنا العلاقة الوطيدة التى جمعت بين مندوبنا الدائم فى نيويورك مع عصام الحداد، مساعد المعزول فى القاهرة، وما ترتب عليها من تداعيات بلغت حد الصمت المريب الذى يلتزمه السفير خليل.
الحرج السياسى، والقواعد البروتوكولية للسلك الدبلوماسى لا يجعلانا نسكت على لغز استمرار صمت السفير تعاطفا مع المعزول، فى هذا المفصل الحيوى عالميا، وزير الخارجية نبيل فهمى مطالب بمراجعة حركة سلك الدبلوماسيين الأخيرة التى وقّعها مرسى، يتردد أنها مليئة بالخلايا النائمة.