قرأت يوم الاثنين مقال المصرفى والاقتصادى المرموق عادل اللبان. موضوع مهم للغاية. يواصل به تعليقاته تحت عنوان بسيط «كى نتقدم». النقطة التى اهتممت بها هى «الهوية الاقتصادية». الجميع منشغل بالهوية العامة للدولة. انتماؤها الثقافى. لم يناقش أحد توجهها الاقتصادى. هويتها الاقتصادية. خبراء المصطلحات عليهم أن يساعدونا هل نقول «الهوية الاقتصادية» أو «التوجه الاقتصادى». بغض النظر عن المسميات والكلمات.. الموضوع مهم.
عادل اللبان قال: طبقنا الاشتراكية المقصورة (حقوق بلا واجبات)، والانفتاح غير المحسوب (استهلاك دون إنتاج)، ورأسمالية الفكر الجديد (محسوبية دون إنتاجية). مضمون فكرته أننا طبقنا أنظمة اقتصادية بطريقة غير سليمة. طالب الحكومة الوليدة بأن تعرض أفكارها. أن تبدأ بمصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع. أن تطرح تصوراً جريئاً.
أتفق مع الفكرة. لى تحفظات. لا يمكن لحكومة وليدة أن تكون جريئة. هذه حكومة انتقالية. مؤقتة. لا تقبل أن نسميها حكومة تسيير أعمال. لكنها حكومة لبعض الوقت. يكون إنجازاً كبيراً لو قامت بمطلب أساسى. أن تصارح الرأى العام بحقيقة الأوضاع. أن تقول للمجتمع ما هى المشكلة. أن تقنعه بأنه يحتاج حلولاً جذرية. أن تدير الأمور اليومية. أن تفهمه أن عليه أن يتخذ قراره الانتخابى بناء على تلك الحقائق. صفتها المؤقتة تعطيها تلك الفرصة. ليست مدينة لأصوات انتخابية. المفروض أنها لا تمثل حزبا يريد أن يكسب الانتخابات. لا أعتقد أن فيها من سوف يترشح عن أى حزب.
القضية التى يطرحها عادل اللبان خطيرة. تجاهلنا هذا الموضوع عقودا. المجتمع منشغل الآن بصراع هويات ثقافية وسياسية. لا يجب إهماله. لا يجب إهمال غيره. «اللخبطة» الاقتصادية فى الـ٦٠ عاما الماضية كان لها تأثير سياسى. تحقق سبقا تاريخيا الحكومة الحالية لو مهدت الطريق. أمامها بضعة أشهر. مدعومة من «٣٠ يونيو». الشارع معها حتى الآن. ليس مطلوباً منها التفكير فى مشروعات طويلة الأجل. ولا متوسطة الأجل. أمامها المدى الأقرب. مهمة من نقطتين. تسيير الأوضاع. المصارحة بحقيقة الأوضاع.
أوافق اقتراح عادل اللبان فى مقاله. مصر تحتاج بديلاً وسطياً. أنا شخصياً لا أرى سوى الحل الرأسمالى. لا يصلح الآن. الثقافة العامة لا تقبل به فوراً. المصريون متأثرون بحقبة الستينيات. أى كلام عن الرأسمالية يبدو شريراً. انتقال هادئ اقتصادياً لمدة عشر سنوات. تصاحبه عملية ثقافية. بعدها يتحقق التطور بتوجه اقتصادى رأسمالى. العشر سنوات تكون لدعم الكفاءة والعمل والعلم والإنتاج. اختيار موفق من مصرفى كبير. لكن لى تحفظات سجلتها.