ما يحدث فى مصر الآن مسخرة لم تحدث من قبل.. كلام عن مفاوضات مع جماعة الإخوان التى تمارس أعمالا إرهابية فى القاهرة والمحافظات.. حركت أعمال إرهابية برعايتها فى سيناء بالاعتداء على جنود الجيش والشرطة والأهالى والمستشفيات.. وأقسام الشرطة.
وفود أجنبية تزور القاهرة ليس من أجل إقامة علاقة جديدة مع نظام جديد يتشكل، وإنما تعمل لصالح الإخوان وحمايتهم والبحث عن دور لهم وخروج آمن، ولم يكن عندهم مانع من خروج محمد مرسى وعودته مرة أخرى إلى القصر الجمهورى.
إنها مهزلة..
لم يجر مثلها فى مصر حتى يوم جلاء الاحتلال الإنجليزى عن مصر.
وأكثر تدخلا فى الشأن المصرى مما جرى أيام الاحتلال.
وكأننا فى مفاوضات الجلاء.. جلاء الإخوان عن البلاد.. أى نعم كانوا يحتلون البلد.
لكن ما جرى أن الشعب خرج فى ثورة ضد الإخوان وممثلهم فى القصر الرئاسى من أجل أن يتخلصوا من حكمهم.. وقد كشف الشعب الإخوان من خلال ممارستهم السياسية وسيطرتهم على البلاد بالكذب والتضليل وجعل مصر عزبة للإخوان.. ولم يحققوا أى شىء من أهداف ثورة 25 يناير التى سطوا عليها واعتبروا أنفسهم الثوار، وهم لم يكن أبدا دعاة ثورة بل أصحاب صفقات مع أى نظام من أجل الحفاظ على «يافطة الجماعة».
ويكشفون الآن مدى الصفقات التى عقدوها مع الغرب وتحديدا أمريكا لتحقيق مصالحها ومصالح إسرائيل فى حالة وجودهم فى السلطة.. ولهذا تجد الدفاع المرير من الأمريكان على الإخوان.
فواضح أن الإخوان كانوا عملاء للأمريكان.. ولهذا يحاول الأمريكان الآن الحفاظ على الجماعة وقيادتها والتدخل بقوة لدى النظام الجديد بعد أن صاروا فى البداية على نهج الإخوان فى وصف ثورة 30 يوليو بأنها انقلاب وتهديد النظام الجديد بسحب الدعم والمعونة العسكرية لرفض الانقلاب.. لكنهم بدؤوا يكتشفون أن هناك حالة شعبية، وأن ما جرى فى 30 يونيو هى استعادة الديمقراطية التى طالب بها الشعب فى ثورته فى 25 يناير.. ولكن تحولت مع الإخوان إلى استبدادية دينية.. فبدأ التغير فى الموقف الأمريكى فى نفس الوقت حريصون فيه على الإخوان باعتبارهم عملاء يمكن الاستفادة منهم فى مراحل مختلفة.
وكانت قيادات الإخوان من اليوم الأول فى الثورة تستدعى القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا للتدخل لوقف الثورة عليهم واستعادة نفوذهم.
فالإخوان لا يهمهم شعبا خرج ضدهم وضد فاشيتهم واستبدادهم.. ولا يهتمون بالوطن.. فالوطن عندهم هم جماعة الإخوان.
لم يتوقف التدخل فى الشأن المصرى على الأمريكان فقط. فأصبحت هناك وفود أخرى تسير على النهج الأمريكى.. أوروبية يمكن إفريقية يمكن.. وعربية قطرية يمكن!!
وكل ذلك يجرى برعاية حكومية مصرية..
فى ظل أمر ينذر بفشل حكومى فى استيعاب مطالب الشعب الذى خرج ضد الإخوان.
وهو الأمر الذى يسعى من أجله الإخوان لإشغال تلك الحكومة عن إجراء أى إصلاح فى المرحلة الانتقالية، حيث تسير على منهج الفشل الذى كان عليه الإخوان، وللأسف تسير الحكومة فى هذا الطريق ولا تستطيع الحسم وتترك البلد مفتوحة لتدخلات أجنبية لصالح الإخوان.. وتبدو البلاد مكشوفة ومخترقة أمام الجميع.
فهل هانت عليهم الدولة.. كما هانت على الإخوان!
إذن لنعترف أن الإخوان كانوا يحتلون مصر..
وكان يساعدهم فى الاحتلال الأمريكان وأطراف عربية مثل قطر..
وقد استطاع الشعب الخروج ضد الإخوان فى ثورة 30 يونيو.. واستطاع عزلهم وإجلاءهم لكن الأطراف الخارجية تتدخل لصالح الإخوان والإبقاء عليهم.
ويحاولون أن ينقذوا الإخوان من الجرائم التى ارتكبوها فى حق الشعب المصرى وما زالوا يرتبكونها حتى الآن من إرهاب وترويع المواطنين وقطع الطرق وتعطيل المصالح ونشر الإرهاب فى سيناء.
كل ذلك يجرى فى ظل غياب إدارة حكومية.. وتبعية لسلطات خارجية وانشغال عن أهداف الثورة واستعادة الديمقراطية ودستور البلاد الجديد.
لقد خرج الشعب يوم 26 يوليو لتفويض الجيش والشرطة فى محاربة الإرهاب.. وليس لإجراء مفاوضات عبر وسطاء أجانب يتدخلون فى الشأن المصرى لحماية الإرهاب.
إنها مهزلة..
وإذا استمر هذا الوضع فعلى البلد السلام.