(1)
ليس ثمّ من مفر..
لا تحلموا بعالم سعيد..
فخلف كلّ قيصر يموت: قيصر جديد..
وخلف كلّ ثائر يموت: أحزان بلا جدوى..
ودمعة سدى..
(أمل دنقل)
(2)
ــ حاسس إننا حننتصر قريب.
ــ عظيم.. هو إحنا حننتصر أما إيه يحصل بالظبط؟
- صمت رهيب.
(3)
إن أردت أن تكمل طريقا فتذكر لماذا بدأته أصلا..
كلنا اليوم نهتم بالسياسة وبالثورة.. لكن الأهم أن نتذكر لماذا نفعل؟
الثورة قامت يوم عيد الشرطة ضد دولة بوليسية، رفعت شعار الحرية والعدالة اجتماعية.. فماذا تحقق من ذلك؟
الإخوان اعتبروا ثورتهم نجحت يوم 11 فبراير 2011 حين تخلصوا من حكم مبارك.. وفلول الوطني نجحت ثورتهم يوم 3 يوليو 2013 حين تخلصوا من حكم الإخوان، لا هؤلاء ولا أولئك كان يهمهم يوما حرية، لذا فالخلاص من خصمهم هو النهاية السعيدة لدورهم في فيلم الثورة.
هدفنا تفكيك الدولة البوليسية، وإنهاء الاستعباد المنظم لجنود الأمن المركزي، وضمان الحقوق الأساسية في العمل والتعليم والعلاج وحريات متساوية للجميع، وهى أهداف لم نتخل عنها من أجل شعار المشروع الإسلامي، لذا فلا معنى لنتخلى عنها من أجل شعار الحفاظ على هيبة الدولة.
(4)
لماذا يأتي دوما خلف كلّ قيصر: قيصر جديد؟
ربما لأننا في كل مرة لا ننتبه للقيصر الجديد بقدر ما نفرح برحيل القيصر القديم.
(5)
الغناء فن جميل.. لكنهم يريدوننا أن نتحول جميعا لفرقة موسيقى عسكرية.
إعلام رفاق أدهم صبري بدأ الحملة على البرادعي، وتدريجيا تتوارى النخبة الجديدة المحسوبة على 25 يناير، خوفا من تخوين منظم لتتقدم الصفوف وجوه صفراء من عالم 24 يناير2011.
الأصوات التي تتعالى الآن كلها من نوعية: أين هيبة الدولة.. يجب أن نعتقلهم جميعا.. نحن كشعب لن نسكت.. هذه حكومة ضعيفة.. أين الأمن؟
أضف لمعلوماتك: هؤلاء سيبيعوننا عند أقرب ناصية، بينما بعضنا مشغول بمعركة هزلية، للبحث عن خلايا نائمة في صفوف الثوار.
(6)
الناس معادن.. وتقليد الإخوان يجعلها تصدأ.
داخلية مرسي اعتقلت المئات.. والآن الداخلية تعتقل المئات، وفي كل مرة كانت الحجة واحدة: ليسوا معتقلين بل متلبسون باستخدام عنف.
ما كان يردده الإخوان عن بلطجية المولوتوف أصبح يردد مثله عن إرهابيي الجماعات.
ليس هكذا تدار الأوطان.
صاغ الإخوان دستورا وضيعا وقوانين حقيرة تتيح حبس المواطنين احتياطيا دون تهمة لفترات طويلة كإجراء احترازي، وحان إنهاء هذا العبث لنؤسس دولة حقيقية.
تتوقع أن نكتب دستورا عظيما وأفضل ألف مرة من دستور الإخوان.. ممتاز.. لكن ما جدوى الدستور إن لم تكن مهتما أصلا بحماية حقوق الجميع، فإن كنت تريد استمرار الحبس، فالأولى ألا يوجد دستور أصلا يعطل المطاردات الأمنية والإجراءات الاستثنائية.
بوضوح.. دورنا ليس التماهي مع السلطة، ولكن توجيهها.. فحقوقنا كانت ولا تزال في يد من يملك السلطة.
العدالة الاجتماعية لا تختبئ داخل خيمة برابعة العدوية، والحرية لن يأتى بها ضابط يحمل قنابل غاز ليفض اعتصاما.
تخيل أن جارك من فلول الإخوان أو من فلول الحزب الوطنى.. إن ظللت تتشاجر معه ليلا ونهارا هل سيحسن ذلك من حياتك شيئا..أبدا.. لذا الأجدى أن توجه طاقتك لانتزاع حقك من السلطة.. سواء من رئيس حي يسرقك أو مأمور قسم يعتدي على كرامتك.
هذا وحده ما سيعيد إليك حقوقك.
(7)
قوم بينا نحكم ها المدينة
الإحباط يتكرر من أننا لسنا في السلطة.. إليك المفاجأة: نحن غالبا لن نكون أبدا في السلطة.
لسنا حزبا.. نحن أقرب لجماعة ضغط تقرر.. وجماعات الضغط لا تسعى للسلطة بل للتأثير على أصحابها ليستجيبوا لمطالبها.
نريد عدالة انتقالية تحاسب كل من تورط في دماء منذ 25 يناير2011 ثم بناء دولة ديمقراطية تحقق الحرية للجميع.
في المعتاد.. كلما قل نشاط الأحزاب وجدت جماعات الضغط فرصتها.. ومصر لا يوجد بها ما هو أضعف من الأحزب.
ليس بالضرورة أن تكون في السلطة، المهم أن تجبر من فيها على تنفيذ أجندتك.. فلسنا منافسا سياسيا، لكننا شوكة في حلق الجميع.. فصراعهم على السلطة وصراعنا مع السلطة.
من يعملون للتخلص من الرومانسية الثورية تزعجهم الثورية قبل أن تزعجهم الرومانسية.. يريدوننا ألا ندافع سوى عن أنفسنا لنتحول من ثوار لمجرد كيان انتهازي يدافع عن الحرية لأفراده وفقط كما يفعل الإخوان والفلول.
ربما سننتصر وربما لن ننتصر.. لا أعلم.. لكن الأكيد أن أفكارنا ستنتصر.