ليس هناك فنيا ما يسمى بالأفضل، وليس هناك فعليا ما يطلق عليه فن راق أو فن هابط، فى الحقيقة ليس هناك تعريف فعلى لكلمة فن، وباختلاف الذائقة الفنية من شخص لآخر ينتج التفضيل، لكن نقديا وفى نهاية الموسم الدرامى على الناقد أن يتخلى عن ذائقته ومن خلال معايير محددة يختار الأفضل والأسوأ من وجهة نظره الفنية غير الملزمة، لتجنب الخناق فى زمن الاستقطاب.
■ ■ ■
أفضل ممثل: كانت المنافسة بين صبرى فواز عن «فرعون» و«نيران صديقة»، وسيد رجب عن «موجة حارة» ومحمد فراج عن «بدون ذكر أسماء»، تميز سيد رجب وخلصنا من إكليشيه حسن حسنى لتلك المرحلة السنية، وأثبت فراج أننا أمام موهبة حقيقية تطور بشكل مدهش، لكن صبرى فواز الأحق بعد أدائه لدورى ضابط شرطة اختلفا تماما عن بعضيهما وقدم من خلالهما أداء خاصا يليق بموهبة تأخرت علينا كثيرا لمدرسة جديدة فى الأداء التمثيلى.
أفضل ممثلة: نيللى كريم دون منازع عن دورها فى مسلسل «ذات»، فى أداء يعتبر نقلة فنية فى مشوار نيللى مفاجأة رمضان، وخلفها تأتى رانيا يوسف عن دوريها فى «نيران صديقة» و«موجة حارة» بنضوج فنى وخطى واثقة.
أفضل ممثل كوميدى: النجم بيومى فؤاد عن أدواره فى «الرجل العناب» و«الكبير»، موهبة كوميدية طازجة ومدهشة وأداء سهل بلا تكلف ولا اصطناع.
أفضل ممثلة كوميدية: انتصار فى أداء معتاد منها وانتماء واضح لمدرسة زينات صدقى.
أفضل سينارست: محمد أمين راضى عن «نيران صديقة» ومريم نعوم عن «ذات» و«موجة حارة»، أمين يؤسس لمدرسة درامية جديدة مختلفة تماما، ومريم نعوم تعزف منفردة فى عملين رائعين، تعيد من خلالهما رسم علاقة جديدة بين الأدب والدراما، حيث يستطيع الروائى أن يرى روايته للمرة الأولى على الشاشة وهو يشعر بالسعادة لأن روح العمل ظاهرة تماما فيه.
أفضل مخرج: تامر محسن عن «بدون ذكر أسماء»، حيث لم يكتف وحيد حامد بتقديم سيناريو رائع ومختلف بل قدم إلى مصر مخرجا جديدا يملك أدواته تماما، من خلال اهتمام شديد بالتفاصيل، سيطرة على أداء الممثلين، إيقاع يليق بمسلسل يتناول فترة زمنية، صورة ناطقة موحية.
أفضل مدير تصوير: فيكتور كريدى عن «بدون ذكر أسماء» بصورة سينمائية تعطى بريقا للعمل، وعبد السلام موسى عن كل نقطة عرق ذرفها الجمهور أمام «موجة حارة».
أفضل مونتاج: محسن عبد الوهاب عن «اسم مؤقت» بعد مجهود كبير بدا واضحا من خلال الشاشة للحفاظ على إيقاع التشويق السريع للمسلسل.
أفضل موسيقى: هشام نزيه عن «نيران صديقة» حيث يغرد دائما خارج السرب.
أفضل مسلسل كوميدى: «الرجل العناب»، حيث اعتاد الثلاثى شيكو وماجد وفهمى العمل خارج الصندوق، كوميديا جديدة قادرة على استخدام الموقف والإفيه فى تفجير الضحك دون انقطاع بفكرة براقة وجديدة.
أفضل مسلسل: كانت المنافسة شديدة بين عدة مسلسلات على غير العادة من كل عام، لكن يتقاسمها فى النهاية «نيران صديقة»، و«بدون ذكر أسماء»، و«موجة حارة» لتميز الأول دراميا وتميز الآخر إخراجيا، وروعة الأخير.
أفضل برنامج سياسى: برنامج «آسف يا ريس» للإعلامى طونى خليفة، من خلال تقديم فكرة جديدة ومناقشتها بشكل مختلف دون تحيز إلى أى طرف.
أفضل برنامج كوميدى: يتقاسم الجائزة برنامجا «وسيم هدهد» للإعلامى أكرم حسنى، و«الوش التانى» لمحمود عزب، ويتميز كلاهما بالتخلص من آثار تجربة طويلة سابقة وتقديم فكرة جديدة متميزة وضاحكة دون ابتذال.
أخيرا: الكثير من الكلام عن كم المتعة للمبدع وحيد حامد عن سيناريو «بدون ذكر أسماء»، والرائعة سلوى خطاب فى «نيران صديقة» كحالة إبداع مختلف لا ينضب، وأمير كرارة الأكثر تطورا بعد المستوى الذى قدمه العام الماضى فى «طرف تالت»، وهذا الموسم فى «تحت الأرض»، وفريدة سيف النصر المدهشة عن دورها فى «بدون ذكر أسماء».
ونلتقى مع الأسوأ فى الأسبوع المقبل.