ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

للكبار فقط

-  
نشر: 5/8/2013 3:59 ص – تحديث 5/8/2013 11:06 ص

البعض صدمه هذا التحذير «فوق 18 سنة» الذى رأيناه على تترات مسلسل «موجة حارة»، إنه اعتراف بأن المشاهد أصبح يتحمل مسؤولية الاختيار، الوجه الآخر له سقوط دولة السلطة الأبوية، التى كانت تعنى الهيمنة على الحياة الثقافية والإعلامية طوال العقود السابقة.

اقتحم البيت عن طريق التليفزيون العديد من الكلمات التى تقع فى إطار خدش الحياء لو أننا عزلناها عن سياقها الدرامى، بالتأكيد هناك من يحيل كل شىء إلى صفقة تجارية ويمعن فى اختيار الألفاظ الساخنة التى تحمل تجاوزًا ويتعمد تكرارها، وهذا نوع من الاسترخاص أُوقِن أن البيت المصرى والعربى يرفضه، ولكن على الجانب الآخر يجب أن نعترف بأن لغة الخطاب فى الشارع تغيرت، والعديد من الكلمات التى كان مستهجَنًا فى زمن وصار الآن متداوَلًا، والحقيقة أنها لم تعُد قاصرة على الدراما، ولكنها أصبحت تُستخدم على نطاق واسع فى لغة الصحافة، بل وفى الأغانى والشعر.

الكلمة قبل أن يتم تداولها لا تأخذ ضوءًا أخضر من مجمع اللغة العربية، ولكنها تنتزع حضورها عنوة فى الحياة، وكل زمن يطرح مفرداته، ولو تابعت لغة التخاطب فى «النت» ستكتشف أن ما تسمعه فى المسلسلات هو كلمات مهذبة جدًّا بالقياس إلى ما أصبح متداوَلًا الآن فى العالم الافتراضى.

من البديهى أن تتسلل هذه الكلمات أيضًا إلى الشاشة.. ليس هذا تبريرًا ولا دفاعًا عنها، فهى فى جزء منها تجرحنا، ولكن لو راجعت عددًا من الأغانى والأشعار فسوف تكتشف أنها لعبت دورًا فى التمهيد لانتقالها إلى الدراما، كأننا نعيش فى مزاد علنى، الكل يريد زيادة الجرعة لكى يلفت إليه الانتباه، دخل إلى سوق الكتابة جيل جديد، القليل منهم موهوب والأغلبية تعتقد أن مجرد كلمة «روشة» من هنا وهناك تمنح الحوار نكهة عصرية وتجعله على موجة الناس، إلا أن هؤلاء الموهبين يعبرون بالضرورة عن مفرداتهم الخاصة ولا ينقلون لغة الحوار من كتب المحفوظات العامة.

ولو قلبت فى صفحات الدراما فستكتشف أن أشهر عبارة أحدثت ضجة ووُصفت وقتها بالانفلات اللفظى هى تلك التى أطلقتها «فاتن حمامة» فى فيلم «الخيط الرفيع» فى منتصف السبعينيات «ابن الكلب» التى نعتت بها محمود يسن فى حوار ساخن كان من المستحيل العثور على مرادف لفظى آخر له، ولكن الذى حدث بعدها هو أن البعض طالب بالمعاملة بالمثل، ورأينا سيلًا عارمًا من تلك الشتائم ومشتقاتها يتسلل إلى الأفلام.

لا ينجح عمل فنى لأن به بذاءات أو لأن البعض يعتقد أن هذه جرأة.. الناس بطبعها تكره المغالاة، والحكمة تقول «الفضيلة تقع بين رذيلتين، الإفراط والتفريط».. وبالتأكيد لا نريد أعمالًا فنية تبدو كأنها معقمة، وبنفس القدر نرفض أن تقدم أعمال تغلّف حوارها بالابتذال.

مخرجو السينما الذين احتلُّوا الشاشة الصغيرة فى شهر رمضان فى الأعوام الثلاثة الأخيرة هم المتهَمون بالتجاوز بعد أن نقلوا معهم الحوار السينمائى.. البعض يعتبر أن هذا ردّ فعل طبيعى لأن الفيلم يذهب إليه الجمهور، لهذا فمن الممكن أن يتسامح مع تلك الألفاظ، بينما التليفزيون فى منزلك هو الذى يقتحم عليك حياتك.. ورأيى أن مثل هذه التحليلات تبدو فى جانب منها كأنها تبحث عن مبرر خارج عن النص لما نراه الآن من توفر عدد كبير من مخرجى السينما صاروا هم الأكثر طلبًا من مخرجى الدراما الذين كانوا هم ملوك الفيديو قبل أعوام قليلة.

هناك إحلال وتجديد فى العناصر التى تتحكم حاليًّا فى اختيار المخرجين، ليس عبثًا أن نرى عددًا كبيرًا من مخرجى السينما صاروا هم نجوم الشاشة الصغيرة مثل خالد مرعى «نيران صديقة» ومحمد بكير «آسيا» ومحمد يسن «موجة حارة» وأحمد جلال «اسم مؤقت» ومجدى الهوارى «مزاج الخير» ومحمد على «فرعون» وكاملة أبو ذكرى «ذات» ورامى إمام «العراف».. بالتأكيد يتباين مستواهم الفنى، وبعضهم يقدم رؤية تعود بنا إلى ما قبل بدايات زمن الإخراج التليفزيونى، ولكن لا شك بينهم من أحدثوا نقلة على مستوى الرؤية البصرية.

هناك بالفعل حالة من الانفلات اللفظى شاهدناها على الشاشة الصغيرة، وهى ليست مسؤولية مخرجى السينما ولن تتوقف بمجرد أن تتدخل الرقابة بالمنع، ولكن أولًا بتهذيب لغة الخطاب فى الشارع والنت والإعلام، وهذا بالطبع مستحيل. نعم زادت جرعة المسموح، ولكن انتهى زمن الرقابة، وعليك أنت أن تختار، فالعصمة بيدك!

التعليقات