ليلة القدر: ليلة شريفة مباركة معظمة مفضلة، قال الله- عز وجل- «إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين» سورة الدخان، «إنا أنزلناه فى ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر»، وليلة القدر أفضل الليالى، والعمل الصالح فيها خير من العمل الصالح فى ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، تهبط الملائكة فيها من كل سماء ومن سدرة المنتهى، فينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، وتنزل الملائكة والروح فى ليلة القدر بالرحمة بأمر الله- تبارك وتعالى- وبكل أمر قدّره الله- سبحانه- وقضاه فى تلك السنة إلى قابل، وهى ليلة سلامة وخير كلها لا شر فيها إلى طلوع الفجر، وليلة القدر خاصة بالأمة المسلمة المحمدية، فقد روى «أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أرى أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذى بلغه غيرهم فى طول العمر، فأعطاه الله- تبارك وتعالى- ليلة القدر خير من ألف شهر» أخرجه مالك فى الموطأ، ويندب إحياء ليلة القدر لفعل النبى، صلى الله عليه وسلم، فقد روى «أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جاور فى العشر الأواخر من رمضان».
ولما ورد عن عائشة- رضى الله عنها- أن النبى، صلى الله عليه وسلم، كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشدّ المئذر» أخرجه الشيخان، والقصد منه إحياء ليلة القدر، وقد روى أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه البخارى، وإحياء ليلة القدر بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، وغير ذلك من قربات وطاعات، والإكثار من الدعاء المأثور الذى علمه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعائشة- رضى الله عنها- «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا» أخرجه الترمذى، وهذا الدعاء فيه إيماء إلى أن أهم المطالب انفكاك الإنسان من تبعات الذنوب وطهار من دنس العيوب، فإن بالطهارة من ذلك يتأهل للانتظام فى سلك حزب الله وحزب الله هم المفلحون.