لم يدهشنى أن يرتفع الهتاف من على منصة «رابعة» بأنه «لا سلمية بعد اليوم»، المدهش هو حجم الصفاقة التى يتمتع بها هؤلاء القوم حين يتصورون أن هناك عاقلاً واحدًا فى مصر يعتقد أن لهم أى علاقة بـ«السلمية» لا اليوم، ولا قبل اليوم، ولا بعد اليوم!!
لا أريد أن أرجع إلى تاريخ طويل من القتل والإرهاب يلتصق بالجماعة منذ ظهورها. وليس هذا هو وقت الحديث عن قوائم الاغتيالات التى قامت بها الجماعة لسياسيين وقضاة وأصحاب رأى، منذ النقراشى والخازندار وحتى اليوم، ولكن دعونا فقط نتحدث عن المشهد الحالى ونرى آيات السلمية التى يتفنن «الإخوان» فى إبداعها!!
بمنتهى السلمية يعتصم «الإخوان» فى رابعة والنهضة، لا يقطعون طريقًا ولا يهددون أمنًا. صحيح أنهم ألقوا لنا جثث 11 ضحية قتلوها بعد التعذيب ثم تخلصوا منها فى صناديق القمامة، ولكن علينا أن نؤمن أن لكل أجل كتابا!!
وصحيح أن حفلات التعذيب مستمرة داخل الاعتصامين، وأنها طالت ضباطًا وجنودا ومواطنين تم اختطافهم، ولكن علينا أن نثق فى أن هذا ابتلاء للمؤمنين سننال ثوابه فى الآخرة بإذن الله.. أما «السلمية» فمكانتها محفوظة والله أكبر ولله الحمد!!
بمنتهى السلمية أيضًا خرج معتصمو النهضة ليرتكبوا مذبحة بين السرايات التى راح ضحيتها 22 قتيلا وأصيب العشرات. وبمنتهى السلمية تم قتل عدد مماثل فى شوارع المنيل وميدان الجيزة.
أما خارج القاهرة فقد تجولت «السلمية» فى المحافظات.. ألقت الأطفال من سطوح المبانى فى الإسكندرية، وقتلت الأبرياء فى «القائد إبراهيم» ثم حولت المسجد إلى ساحة تعذيب للأبرياء. ومن بورسعيد إلى الإسماعيلية والسويس والمنصورة ومدن الصعيد كان القتل يتقدم مظاهرات الإخوان رافعًا الرايات السوداء وهاتفًا بأعلى الصوت لـ«السلمية»!!
وفى سيناء تبلغ «السلمية» منتهاها، حيث يشن الإرهاب معركته الحقيرة ضد شعب مصر، بينما «الإخوان» يهددوننا بأن قتل أبنائنا لن يتوقف إلا إذا عاد المشلوح مرسى!! ومع سقوط العشرات من جنودنا وهم يدافعون عن أرض مصر التى كادت تضيع فى ظل حكم الإخوان وصفقاتهم الخائنة، ومع امتداد يد الإرهاب لتضرب مساكن المدنيين والفنادق والمنشآت الحيوية.. كانت «السلمية» تتجول فى «رابعة» وتعلن من على المنصة تكوين مجلس حرب لفصل شمال سيناء عن الوطن وإخضاعه لحكم أوباش الإرهاب، فى جريمة خيانة لن نغفر لأحد شارك فيها، ولن تفلح الدنيا كلها فى أن تجعله يفر من العقاب.
وعلى إيقاع «السلمية» كما يفهمها قادة الجماعة الآثمة كنا نرى فصلا لا مثيل له فى الانحطاط الأخلاقى والبعد عن الدين والإنسانية معا.. حيث يختبئ الأشاوس من قادة الإرهاب وراء النساء، وتحتمى قيادات الجماعة الآثمة بأطفال الملاجئ!! أين نساؤكم وأطفالكم أنتم أيها الشجعان؟.. ولماذا لم نجد أحدًا منهم بين الضحايا فى كل المعارك التى أشعلتموها؟ وماذا بقى لكم من خلق أو دين حين تستغلون أطفالا أيتاما لحمايتكم، وحين تستأجرون الغلابة بأموالكم الحرام لكى تفاوضوا بدمائهم، وحين تحتمون بالنساء حتى تهربوا بجرائمكم؟
تستجدون الدم ولكن من ضحايا أبرياء من النساء والأطفال المخدوعين. تستحلون التضحية بهم، ونصر نحن على إنقاذهم من أياديكم الملوثة بدماء المصريين. تستجدون الدم لتفاوضوا عليه، وشعب مصر لن يسمح بالتراجع ولو لسنتيمتر واحد إلى الوراء. ولن يترك مجرمًا يفر بجريمته، ولن يسمح لخائن بأن يستفيد من خيانته.
تقولون اليوم من على منصة رابعة إنه «لا سلمية بعد اليوم».. وهل كنتم على مدى تاريخكم إلا دعاة دم وجماعة إرهاب؟!