أن تغور السفيرة الأمريكية آن باترسون فى ستين داهية فهذا أمر مهم ومطلوب، وكويس جدًّا أننا لم نطردها ولم نصنع أزمة دبلوماسية..
فهذه السيدة عدو للشعب المصرى وتمثل أحقر ما فى السياسة الأمريكية من تصهين ورغبة فى إضعاف مصر وكراهية لاستقلالها الوطنى وتآمر على الأمة العربية كلها من خلال صفقة باترسون الوضيعة مع الإخوان لبيع قرار مصر للأمريكان وصياغة إسلام إخوانى-أمريكانى يخدم إسرائيل ويمزق المسلمين..
لكن أن تفكر الإدارة الأمريكية بعد رحيل الشمطاء نهاية الشهر الحالى فى تعيين روبرت فورد سفير أمريكا فى سوريا لخلافتها فى مصر، فهذا عين المسخرة.
إذا كانت باترسون قد فشلت فى تطبيق السيناريو الباكستانى فى مصر حيث حكم خدام للبيت الأبيض وجيش تابع للبنتاجون، فهل تحاول أمريكا أن تطبق سيناريو سوريا من انشقاق جنود وانتشار عصابات مسلحة وقضم للبلاد وتفتيت للسلطة المركزية وتدمير منظم للبلاد فى مصر فتأتى بسفيرها هناك للقاهرة؟
من حق المصريين أن يرفضوا هذا السفير الجديد، ومن حقهم أن يعتبروا أوباما واحدا من الرؤساء الأغبياء فى التعامل مع مصر، إذ يصمم على أن نكرهه ونمقته ويسىء إلى أمريكا لدى شعب أعظم وأهم وأكبر دولة عربية.
له حق الشعب المصرى إذ لم يطمئن أبدا لأمريكا لأنها أمريكا شيكا بيكا.. ثم إنها أمريكا يا ويكا.. ولا معنى للجملتين رغم أنهما من أكثر ما يقوله المصريون عن أمريكا، لا يوجد قطعا معنى قاطع فى مفرداته، لكن توجد دلالة ولا شك، وربما هى السخرية حينًا أو التعجب حينا آخر. وفى طرق ومرور وشوارع مصر التى لا علاقة لها بشوارع أمريكا هناك قائدو سيارات كثيرون وبخاصة بين الشباب ينطلقون بسياراتهم من حالة الوقوف إلى الحركة بطريقة صاخبة عنيفة نطلق عليها «أمريكانى»، ويبدو أنها نموذج لفهم العقل المصرى لأمريكا باعتبارها مجتمعا صاخبا وعنيفا، لكن هناك ما لا نستطيع أن نفهم لماذا هو أمريكانى فى مصر، من ذلك الدومينو، لكنها على العموم طريقة تتطلب ذهنا يقظا وعقلية حسابية واعية، وربما المعنى الوحيد فى ارتباطها بأمريكا هنا هو «البزنس» فى الحساب. لكننى أعرف وأفهم ماذا يقصد المصريون فى أفراحهم أو أعياد ميلادهم حين يتطفل طفل، أو شخص غريب، ويريد أن يتم تصويره مع العائلة، ساعتها يبتسم أحد أبناء العائلة للمصور وهو يقول له همسا أو علنًا «أمريكانى»، عندها يطلق المصور فلاش الكاميرا بإضاءة عالية دون أن يلتقط الصور، وهذا طبعًا معناه أن «الأمريكانى» هنا نصَّاب.