«جاكى حوجى» مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلى يحدثكم من اعتصام رابعة العدوية، هكذا يبدأ الإذاعى الإسرائيلى رسائله من القاهرة! الأخوة الأفاضل الذين يمنعون وسائل الإعلام المصرية من تغطية الأحداث فى الميدان، على اعتبار أنهم مندوبون لـ«إعلام خائن!»، يستدعون الإعلام الإسرائيلى لأنهم لا يخاطبون المصريين، بل يحاولون خداع الرأى العام العالمى، لأنهم يدركون أن «الصديق الوفى» الإسرائيلى هو طريقهم لإعلام أمريكى صهيونى، ولأعضاء فى الكونجرس أكثر صهيونية من نتنياهو نفسه!
بالطبع.. لا تسأل الآن عن «خيبر.. خيبر يا يهود».. كان زمانًا وانقضى يرحمه الله. هل سمعت عن رصاصة واحدة أطلقت على إسرائيليين منذ أن رعى المعزول مرسى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وضمن أن لا تقوم حماس بأعمال «عدوانية» على إسرائيل! الآن يتوجه الرصاص إلى صدور أبنائنا المقاتلين من الجيش والشرطة فى سيناء، بينما منصة رابعة تعلن عن مجلس حرب لـ«تحرير» شمال سيناء من الجيش «الخائن».. وجاكى حوجى ينقل البشرى من رابعة إلى مستمعيه فى إسرائيل!
إذا لم تكن هذه هى الخيانة فماذا تكون؟!.. استهداف جنودنا فى سيناء، واستنزاف الدولة فى رابعة وأخواتها، ولعق أحذية اليهود لتأليب الرأى العام العالمى على مصر، وممارسة الضغوط عليها لمنع سقوط حكم الإخوان الفاشى أولا، ثم لمحاولة إنقاذ «الجماعة» من مصيرها المحتوم، وترتيب «خروج آمن» لقياداتها التى أجرمت فى حق الشعب ووصلت فى سقوطها لحد الخيانة العظمى.
الآن.. تعرف هذه القيادات الآثمة أن اللعبة انتهت.. فشلت كل الضغوط الخارجية فى أن تؤثر على قرار مصر.. خرجت عشرات الملايين لتؤكد قرارها بسقوط حكم الإخوان الفاشى. لم يكن ممكنا للعالم أن يتجاهل إرادة شعب أو أن يحاسب جيش مصر الوطنى، لأنه انحاز إلى هذه الإرادة. يعرف قادة الجماعة الآثمة الآن أن رهانهم على التدخل الأجنبى كان رهانًا على المستحيل. لم يكن ممكنًا أن تستمر أوروبا وأمريكا فى العداء لإرادة شعب مصر من أجل جماعة منحوها الفرصة وأعطوها الدعم، لكنها فشلت فى كل شىء، وكان مصيرها الحتمى هو السقوط الذليل بقرار شعب مصر العظيم.
بالأمس قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى: إن الجيش المصرى تدخل لإنقاذ الديمقراطية، وليس للاستيلاء على الحكم.. وقبله كانت مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية آشتون: إن حكم مرسى أصبح فى ذمة التاريخ، وأن مصيرهم بيد شعب مصر وحده.
بالنسبة لنا.. ليس فى الأمر جديد، نعرف حقيقة ما حدث، ونثق بأن القرار بيدنا وحدنا، ولم يكن لدينا شك فى أن الحقيقة ستفرض نفسها، وأن حملات التزييف والخداع لن تستمر طويلًا بعد أن يدرك الجميع أن كل ضغوط الدنيا لم تغير ما تقرر بإرادة شعب مصر.
الجديد هو أن تدرك القيادة الآثمة لجماعة الشر أن الاستقواء بالخارج لن ينفعها، وأن الوقوف ضد إرادة أمة بأكملها ليس له معنى إلا الرغبة فى الانتحار، وأن الاحتماء بالأطفال اليتامى الذين جاؤوا بهم من الملاجئ هو عار لا يزول، وأن التستر وراء النساء ينزع عنهم صفة الرجولة، وأن استجداء الدم لن يفتح أبدا أبواب النجاة.
القصة انتهت.. قالها الشعب لـ«الإخوان» فى 30 يونيو، وعاد فأكدها فى 26 يوليو، ومع ذلك ظلت القيادة الآثمة للجماعة ترفض الانصياع إلى إرادة الشعب، الآن يقولها لهم «الراعى الرسمى» الذى أوصلهم إلى الحكم وساندهم حتى النهاية، ولم يجد لديهم إلا الفشل الذى لا مثيل له.. فهل يدركون الحقيقة قبل فوات الأوان، أم يمضون فى طريق الدم، ويضحون بالغلابة والأطفال اليتامى، ليغطوا فرار القيادات المجرمة التى تعودت على الدم والظلام؟!
القصة انتهت.. أدركوا الحقيقة، وأحقنوا الدماء!