«بالتأكيد أديت رسالتي .. يكفي أنني لم أتخل يوما عن أي من مبادئي، وأي نوع من التنازلات في عالمهم أو أي مكان هو من الآخرين، ولكنني لم أتنازل يوما، وعندما كانت تتاح لي الفرصة لإيضاح أشياء تخصنا كعرب كنت أفعل ذلك دون تردد، ولم يتدخل أحد من القائمين علي القناة يوما في شغلي»
تلك كانت هي الإجابه عندما كانت تحاوره «سارة سيف الدين» في حوارٍ كانت قد أجرته معه لجريدة الأهرام في أوائل عام ٢٠١٠ .. عندما سألته عن ما إن كان قد أدى رسالته الإعلامية حتى تلك اللحظة ؟
تخرج الشاب الوسيم الهادئ من كلية «السياحة والفنادق» وعمل في بداية حياته في إحدى شركات السياحة لفترة ليست طويله .. قبل أن يستطيع أن يقتنص الفرصة الذهبية التي إستطاع من خلالها تحقيق موهبته في قناة «النيل» النسخة الإنجليزية التي ربته كما لم تربي أحداً من قبل .. رغم إختياره الدخول من الباب الأصعب على الإطلاق وهو باب النشرات الإخبارية وبرغم أنها منذ نشأتها حتى الأن وهي غير جديرة بإنتاج مثل تلك التربية الفريدة .. والتي أثبتت الفرصة أن الموهبة هي أصل النجاح والتميز وهي التي تستطيع تربية نفسها بنفسها عندما كان هناك أناس يعطون الفرصة ويتبنون المواهب الحقيقية وتقديم المساعدات لنجاح من يستحق مثل أساتذة العظام كـ «صلاح زكي» و «عبد الوهاب قتايه» و «حسن حامد» .. فكم من إعلاميين درسوا المهنة واجتهدوا قدر إستطاعتهم في محاولة للوصول إلى التميز .. إلا أن غياب الموهبة جعلتهم مجرد مؤديين فقط وليسوا مبدعين.
إبن النيل بقنواته إستطاع أن يتخرج من مدرسة التليفزيون المصري ليُضرب به المثل في وجود الأمل .. وكان تخرجه ليس كمثل كل من تخرجوا قبله أو معه أو من تخرجوا بعده .. فهو الوحيد من أبناء جيلة الذي أثبت أنه من الممكن أن تتمسك بمهنيتك ومبادئك التي تربيت عليها وإن كنت واقفاً على أرض النفاق/ماسبيرو.. وأثبت بحالة فريدة من نوعها أنه لم يعد المكان هو المؤثر الأقوى في تكوين شخصية وأداء الإعلامي .. فكم من إعلاميين منافقين على منابر حرة .. ولم يكن سوى شريف عامر الذي إستطاع نسف تلك القاعدة من أساسها.
كان إنتقاله لقناة «الحرة» ودخولة «مرحلة التوك شو» كما يقول شريف «هو نتاج طبيعي لمرحلة كنت أجتهد فيها لأصعد للأعلي منها، وهو ما حدث أثناء عملي بقناة نايل تي في شعرت بأنني في حاجة لأن أقدم برامج بالعربية، وجاءت خطوة عملي بقناة الحرة العراقية، صمدت فيها قدر الإمكان وقدمت برامج سياسية لمدة أربع سنوات مدة بقائي بها، أفدت علي ما أعتقد واستفدت» وبالفعل فكل من كان يتابع «شريف عامر» أن ذاك يعلم جيداً أن الرجل في تحدٍ كبير مع الوقوف على مبادئه وعدم إعطاء أي فرصة لتسيسه وتحويله إلى مجرد مؤدي لأجندة سياسية كانت واضحة للكافة.
إستطاع بمهنيته أن يكون رهاناً رابح عند القائمين على قنوات الحياة المتميزة حقاً وصدقاً بناءاً على حصولها نقاط مرتفعة في التقييم الموضوعي والصادق عند الخبراء المعنيون بهذا وعند والجمهور الذي هو الفيصل الأول لإقرار النجاح والذي أثبت أن هذا الشعب وفيٌ مع الأوفياء وأنه شعب يقدر فعلاً من يحترمه ويكافئه بحبه وثقته في هذا الإنسان الجدير بالإحترام.
أصبح «شريف عامر» أسطورة قنوات الحياة بلا منازع .. فبرنامجه المحترف «الحياة اليوم» وكما يهم صاحب رأس المال هو أعلى البرامج جلباً للإعلانات ويشاركه أحياناً في شهر رمضان فقط الفنان «رامز جلال» بنوعية برنامجه الجديد على المجتمع الذي أثبت أيضاً أنه يقدر الإختلاف المتميز فقط .. فشريف عامر هو المصنف الأول في الإعلام المصري بفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه .. وهذا كله بسبب تمسك الرجل بمبادئه في زمن عز فيه الرجال.
رغم كل هذا النجاح .. «شريف عامر» نفسه لا يرى نجاحه ولا يستسلم له.. وربما يعتقد أنه مبالغ فيه رغم أنها تقارير من مراكز متخصصة .. غير أن معظم من أقابلهم من البسطاء يتحدثون عن تميز شريف عامر وثقتهم في مصداقيته .. غير معظم مقدمي برامج «التوك شو» في مصر فكل واحدٍ منهم يشعر من داخله وكثيراً ما يصرح ويدعي أنه سبب رئيسي في أي تغيير يحدث على الأرض خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة .. فتربطني علاقات صداقة مع معظمهم .. ولا أبالغ عندما أقول شعورهم هذا متطابق .. ويهتمون في المقام الأول عن كيفية قضاء كل منهم على الأخر كي يشعر بوحدة التميز.
إلا ذلك الشاب المحايد والذي لا تستهويه الشهرة التي أصبحت أمراً واقعاً بالنسبة له .. فدائماً ما يحاول أن يُشعر الناس بأنه مجرد مقدم برامج ربما أقل من غيره .. وتواضعه المستمر وحرصه على تميزة في عمله يجعل الناس يعتبرون شريف عامر هو العنوان الرئيسي للإعلامي كما ينبغي أن يكون.
كم أتمنى يا إبن النيل إسطورة الحياة .. أن يكون مثلك في كل مؤسسات الدولة ولو واحداً فقط .. لنرى مصر كما ينبغي أن تكون