قد يبدو رأيًا قاسيًا لا أوافق على حدته وحسمه، لكنه فى منتهى الوجاهة والمنطق ويلامس الواقع فعلًا.
تعالَ نقرأ هذا الرأى، وقد جاءنى من صديق ناشط سياسى آثر أن لا يعلن اسمه، وقد وافقته أن رأيه هنا أهمّ من اسمه.
تعالوا نقرأ ما كتبه (ببعض تدخُّلاتى فى الصياغة):
«دون أن يكون فى المسألة أى جانب شخصى.. أرجو أن تتأملوا الأشخاص الذين يتبنون آراءً كريهة كارهة للجيش المصرى ولا يبنون مواقفهم على ما يفعله الجيش، بل على وجود الجيش نفسه.
لا يختلفون مع أداء الجيش فى مواقف سياسية متباينة، بل يكرهون الجيش ويسعون لتشويهه أو على الأقل التشويش عليه وإفساد علاقته المتينة الوثيقة العميقة التاريخية مع الشعب!
وتأمل مواقف بعض الأشخاص الذين يتوجهون بكل طاقاتهم (أو بعضها) تجاه الإبقاء على جماعة الإخوان فى الحياة المصرية، رغم ما ثبت من أنها جماعة ترى نفسها فوق الوطن وأنها جماعة طائفية لطائفة وأنها جماعة تمثل تنظيما دوليا ليس مصريا ولا وطنيا ويحكم سياسته ناس لا تنتمى إلى مصر ولا تعرفها وطنًا ولا شعبًا، وستجد هؤلاء الأشخاص بذات الصفات التى تجمع كارهى الجيش.
ما الملامح الرئيسية فى قطاع الطابور الخامس من مشوِّهى الجيش ومروِّجى بقاء الجماعة؟
أولًا: إذا لم يكونوا أعضاء فى الإخوان فإنهم كانوا ينتمون إلى الإخوان، ولو فى صباهم، حيث بصمة وأثر لا يمَّحى بسهولة، تتركه هذا الجماعة مع الذين اختارتهم يوما للتجنيد، فقد رأتهم يتمتعون بمواصفات أساسية تجعلهم فى قطيع السمع والطاعة، وخارج إطار الوطنية المصرية ولا تمثل مصر أولويتهم الأولى، وإن أفلت هؤلاء من الجماعة بعدها، فإن الصفات لم تتغير كلها طبعا.
ثانيا: ينتمون إلى التيار المتأسلم ويدّعون التعقل، وحين الامتحان الحقيقى يظهر وينتصر فورًا جانب الإخوانى المتنحى لديهم أو المتأسلم الذى يرى الإخوانى ابن عمومته الذى يجب أن يقف معه ضد الغريب (الذى هو الشعب كله).
ثالثا: غير الصنفين السابقين ستجد من بين كارهى الجيش كمؤسسة وطنية عددا لا بأس به إن لم يكن أغلبية من المصريين من أبناء والد غير مصرى أو والدة غير مصرية.
أو مصريين متجنسين بجنسيات أجنبية ويملكون أكثر من جواز سفر.
أو مصريًّا متزوجًا بأجنبية، أو مصرية متزوجة بأجنبى.
أو مصرى يجمع كل هذا ويقيم سنوات طويلة فى الخارج أو يعمل مع مؤسسات أجنبية فترة طويلة، خصوصا فى مقراتها خارج مصر.
أنا لا أطعن فى أحد، بل أوصِّف ما كان ضروريا توصيفه حتى نعى وندرك الحكمة العظيمة فى أن لا ننخدع فى وافدين على الثقافة والوطنية المصرية وأن لا نتعامل ببساطة مع حركات وتحركات دوافعهم إن لم تكن سياسية مغرضة أو بلهاء، فهى دوافع نفسية محتمَلة. ثم نتضامن على أن لا يترشح فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية مرشح إلا من أبوين مصريين، بل وجدَّين كمان ، وهذا ضرورى جدا. وكذلك مرشح ليس متزوجا ولا تزوج بأجنبية أو مرشحة تزوجت بأجنبى ولا حمل أى مرشح جنسية أجنبية من قبل حتى لو تخلى عنها.
تَلاقِى الحضارات مسألةٌ ضرورية جدا والتنوع والتعدد الثقافى والهرمونى فى شعبنا مهم وإيجابى جدا، ولكن.. إلا تمثيل الشعب وتشريع قوانينه وقيادة بلده.
أعيدوا التأمل فى قائمة الطابور الخامس الذى يحاول الآن أن يشق شعبًا ووطنًا، وستجدون كل هذه الصفات تنطبق على أكثر من تسعين فى المئة من أسمائه».
هل صديقى على حق؟
ربما نسى أن مفكرين وفنانين مصريين عظامًا أعطوا لمصر ومنحوها مجدًا كانوا من أصول غير مصرية وغيرهم من أئمة فى السياسة والفكر والدين تزوجوا من غير مصريات.
لكن هذه وجهة نظر تبدو محاصَرة ومسوَّرة بالحاضر والواقع.
عموما هى تشرح ما يجرى وما يستحق أن تتأمله، وقُلْ لى رأيك.