الموضوع بوَّخ.. والحكاية زادت عن حدها وبدأت تفرط من بين أيدى المسؤولين.. والمعايير باتت على المحك.. والقانون أصبح فى خطر محدق.. والأمن القومى للبلاد صار لعبة فى أيدى حبة شلحلجية وإرهابيين وخارجين على القانون من داخل مصر ومن خارجها.. ومصر أصبحت قِبلة لأى إرهابى عايز ييجى يقضى الويك إند مع أصدقائه من الإرهابيين فى ميدانى رابعة والنهضة.. وتجارة شكاير الرمل ازدهرت لبناء السواتر التى تمكن الإرهابيين بداخل الميدانين من الإحتماء خلفها لإطلاق النار على من يقترب منهم.. والسيارات اللى ما حدش يعرف شايلة إيه بالظبط داخلة خارجة بمزاج مزاجها.. والفيديوهات التى توضح السيارات المحملة بالأسلحة والمولوتوف والتى كانت فى طريقها لأماكن الإعتصام مالية اليوتيوب على عينك يا تاجر وكأنها شايلة معلبات وعصاير مش أسلحة ومولوتوف.. واللى حيشيل سلاح بعد كده لن يستطيع أحد أن يفتح بؤه معاه أو يقول له حتى تلت التلاتة كام.. وجمعيات حقوق الإرهاب – اللى هى سابقاً كانت جمعيات حقوق الإنسان - تحذر وتندد بتفويض مجلس الوزراء لوزارة الداخلية بفض الإعتصامات الإرهابية.. ولم يعد هناك معنى لمحاسبة أحد بعد ذلك على إيواء مجرمين هاربين من العدالة مثل بديع والبلتاجى وصفوت حجازى.. ولم يعد هناك معنى بعد ذلك لمحاسبة أى مجموعة من الأشخاص يقررون سرقة 5 سيارات بث تليفزيونى مملوكة للدولة بقيمة 50 مليون جنية.. ولم يعد هناك ما يمكننا أن نطلق عليه تهمة قطع الطريق وترويع المواطنين الآمنين.. ولم يعد هناك ما يمكننا أن نطلق عليه مواطن صالح أو مواطن طالح أو حتى مواطن خائن.. خلاص سقطت المعايير ودخلت المسميات فى بعضها وتلخبطت الأفعال غير القانونية على الأفعال القانونية مما سوف يجعل من مهمة إعادة فصلهم عن بعضهم مرة أخرى مهمة صعبة.. خلاص أصبح الآن من حق أى شلحلجى أن يخبىء السلاح فى شنطة بلاستيك سودة صغيرة فى يده ثم يصعد بعد ذلك على منصة السيرك المنصوب فى رابعة ليؤكد على مدى سلميته.. كما أصبح الآن من حق أى شلحلجى أن يقوم ببناء ساتر رملى فى أى حتة ليستطيع إطلاق النار من خلفه بمزاج مزاجه وعلى مرأى ومسمع من جميع جمعيات حقوق الإرهاب الداخلية والخارجية التى تواصل تنطعها ومساواتها بين المواطن الصالح والمواطن الإرهابى.. وفى هذا الصدد يمكننا أن نتسائل بمنتهى العفوية.. هل نحن بحاجة إلى إعادة تعريف ما هو قانونى وما هو غير ذلك؟!.. ما هو صح وما هو غلط؟!
دعونى أصدقكم القول.. فأنا أفكر جدياً فى الخروج على القانون وفى فعل كل ما كنت أتصوره فى السابق فعلاً مخالفاً للقانون.. أفكر جدياً فى رمى كل المعايير خلف ظهرى حيث أنه إذا كانت المعايير خلاص.. لم يعد معترفاً بها سواء من الداخل أو حتى من الخارج.. إذن فلأتحول إلى مجرم عالمى.. مجرم يطوف العالم ويرتكب جرائمه على سطح ذلك الكوكب القذر بدون أدنى خوف من الملاحقة أو المسائلة القضائية..
لو كنا فى فيلم سينما لكانت أجواء الهرتلة الإرهابية المحيطة بى خير مدخل للتحولات التى سوف تطرأ على شخصيتى لتقوم بتحويلى من مواطن صالح إلى مجرم دولى.. من إنسان يؤمن بحقوق الإنسان إلى إنسان آخر يرى من كانوا ينادون بحقوق الإنسان وهم ينادون الآن بحقوق الإرهاب فيقرر أنه كان يعيش خدعة كبيرة وأنه قد حان الآن الوقت لتصحيحها ولتحديث المعلومات ولإدخال قاعدة البيانات الجديدة التى تنص على أنه.. إعمل اللى انت عايزه.. خلاص.. ماحدش له حاجة عندك.. وليذهب الكوكب بجميع حقوق إنسانه وبجميع منظماته الدولية إلى الجحيم.. إستيقظ فى الصباح.. قف أمام المرآه.. ثم قل لنفسك.. فى مثل ذلك الكوكب القذر لا يجدر بالبنى آدم منا سوى أن يصبح قذراً مثله.. ثم قم بتكسير المرآه بقبضة يدك.. ثم قم بلعق دمائك التى سوف تنز من جراح قبضتك.. إستطعم طعم الدم.. ثم تناول سلاحك من على المكتب.. واذهب لممارسة الجريمة.. وكن متأكداً أثناء ممارستك تلك أن المنظمات الدولية المختصة بإنك المفروض ما تعملش كده.. سوف تؤكد على كامل حقك فى أنك تعمل كده.. مع تمنيات جمعيات حقوق الإرهاب لك بممارسة إرهابية ممتعة.. و آمنة تماماً.. و ذلك هو الأهم !
