يعلم الجميع أن محمد مرسى لم يكن له دور فى حكم البلاد.. وإنما كان مندوبا لجماعة الإخوان فى قصر الرئاسة.
لم يكن محمد مرسى هو صاحب القرار.. وإنما يأتيه القرار من مكتب الإرشاد وما عليه إلا تنفيذه.
كانت البيانات تعد فى مكتب الإرشاد.. ويتم إرسالها إلى قصر الرئاسة عبر «حملة الرسائل» الذين كان بعضهم يعمل فى مكتب مرسى مثل أسعد شيخة ليتم ختمها بختم الرئاسة وتنشر فى الجريدة الرسمية بتوقيع محمد مرسى.
كانت قرارات العفو التى توصل إليها مكتب إرشاد الإخوان مع حلفائهم من الإرهابيين تذهب إلى محمد مرسى لإصدار قرار جمهورى بها.
فمحمد مرسى كان رئيسا شكليا ينفذ تعليمات مكتب الإرشاد.. وعندما توصل إلى الحقيقة وتحدث إليهم أنه يرى من شرفة قصر الرئاسة ما لم يروه من شرفة مكتب الإرشاد فى المقطم، باحثا عن استقلاليته وأنه لا يعرف كيف يحكم، فى إشارة إلى أنه يريد الاستقلال عن مكتب الإرشاد.. فذكروه فقط أنهم صرفوا عليه 650 مليون جنيه من أجل أن يكون مندوبا لهم فى الرئاسة.. وينفذ أوامرهم وهو ما استجاب له مرسى فورا، مذكرا نفسه ببيعة المرشد.
فالرجل كان واضحا أنه يعمل من خلال تعليمات مكتب الإرشاد.. وليست له علاقة بأى من أمور البلاد ولا شخوصها.. ولا خبرائها.. ولا علاقاتها إلا من خلال مكتب الإرشاد.
وما أدراكم ما هو مكتب الإرشاد.. فهو تنظيم سرى.. ينكر الشفافية.. وحتى عندما تولى الحكم من خلال محمد مرسى وبرلمان سعد الكتاتنى الباطل ظل على إنكاره وسريته واحتقاره للشعب المصرى.. واستغل السلطة لتنفيذ خططه فى السيطرة والتمكين والدفع بعناصر تافهة وجاهلة للسيطرة على المؤسسات الحكومية.
وكان الفشل على مدار عام.
وكان خروج الملايين ضد هذا الفشل.
فكانت الثورة ضده وتم عزله.
ولكن لا يعترف مرسى بالثورة كجماعته.. كما لا يعترف بالشعب المصرى من الأساس.
فهو لا يعترف سوى بالأهل والعشيرة فى جماعة الإخوان فقط.
وبالطبع كان محمد مرسى فى منصب يمنع محاكمته على جرائمه التى أداها سواء قبل أن يكون رئيسا، مثل قضية الهروب من وادى النطرون بمساعدة عناصر أجنبية.
ناهيك بالجرائم التى ارتكبها وهو فى السلطة كالفساد السياسى.. ومسؤوليته عن قتل متظاهرين فى الميادين وأمام الاتحادية ومكتب الإرشاد.
فمحمد مرسى متهم وهناك قرار اتهام صادر بحقه من قبل سلطة قضائية هى النيابة العامة، وبعد تحقيقات مهمة بناء على قضية استغرقت وقتا واستمع فيها إلى شهود عن هروب مرسى من وادى النطرون فى أثناء ثورة 25 يناير وبصحبته قيادات إخوانية «معظمهم هارب الآن ومختف فى بؤرة رابعة العدوية».
ومن هنا محمد مرسى محتجز الآن على ذمة قضية متهم فيها وجار التحقيق فى قضايا وجرائم أخرى ارتكبها وقت أن كان فى الحكم.. وقد قامت ثورة عليه وجرى عزله.. فعاد كشخص طبيعى فى المجتمع وتجب محاكمته على جرائمه.
ومن هنا أتفهم موقف صديقى الحقوقى ناصر أمين، عندما تقدم بطلب لزيارة مرسى فى محبسه، ووافقت السلطة على الطلب، وقام أمين بصحبة الحقوقى الكبير محمد فايق بالزيارة، إلا أن محمد مرسى رفض اللقاء! باعتبار محمد مرسى متهما وتجب زيارته وإجلاء حقيقته.
لكن محمد مرسى الذى رفض لقاء المصريين.. يرحب بزيارة الأجانب.. فالتقى كاثرين آشتون فى وقت متأخر من الليل!! كما التقى وفدا إفريقيا.
وهناك طلبات أخرى بلقائه!
فهل أصبح محمد مرسى مزارا؟!
إنه ليس معتقلا سياسيا.. من أجل أن يطلب زيارته وتتم الموافقة عليها.
ومحمد مرسى لم يعد له أى دور سياسى بعد الثورة عليه فى 30 يونيو على الرغم من أنه لم يكن أصلا له دور فى أثناء وجوده فى قصر الرئاسة.
فمحمد مرسى متهم.. ومرحبا بزيارة الحقوقيين من أى دولة.
لكن لا لزيارة السياسيين.
ويجب على الدولة أن تستقوى بالقانون.