ثانيا: شيوع الأداء الرتيب، وفق آلية «الدولاب الحكومى»، بغلبة «الروتين» و«اللوائح»، وتراجع العمل الدعوى كرسالة أصيلة مهمة إلى عمل تعليمى بحت معوج تغلب فيه ثقافات غير شرعية مما أوجد أجيالاً تائهة شاردة لم تُحصل القدر الكافى للقيام بأعباء الدعوة كما ينبغى، بل مجرد «موظفين» فى الأعمال التعليمية بجميع درجاتها وسلمها الوظيفى، وصار العمل الدعوى جهداً شخصياً - حتى كتابة هذه السطور - يضطلع به من تبقت لديه غيرة، وهم ما لا تتجاوز أعدادهم ربع منسوبى هيئات الأزهر الشريف!
ثالثاً: تمالؤ وتظاهر قوى للتواجد الشعبى الأهلى على حساب الأزهر يهز الثقة فيه، وجعل تصرفات معيبة استثنائية شيوعاً على الكل، فجماعة «الإخوان» و«جماعات العنف المسلح»، رموا علماء وأشياخ الأزهر بكل نقيصة من عينة: «علماء سلطان»، «منافقون»، و«أزاهرة»! ومخططهم إزاء رموز الأزهرى الفاعلة إما «التجنيد» أو «التبديد»! والتصريحات النارية، وتصرفات قواد الإخوان المسيئة والمتربصة والمترصدة، تجاه الأزهر خاصة مع تولى الإخوان الحكم فى مصر غير خافية على أحد، وفصائل الوهابية - السلفية المدعاة - الدعوية والحركية والجهادية بأشياخها - فى الداخل والخارج - مخططهم القضاء المبرم على الأزهر، لما يدينون به من كفر الفكر الأشعرى - فى علم العقيدة - وشرك الصوفية، وانحراف أئمة الفقه - عدا الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم- رحمهم الله تعالى- وما يعتقدون أن مبادئ منسوبة لابن حنبل، وقالها ابن تيمية، واعتنقها الشيخ محمد بن عبدالوهاب - غفر الله له - هى «فهم السلف» للإسلام وهى «السنة»!
وما عداه باطل وفسوق ومروق! وجاءت قنوات فضائية فأدخلت مفاهيم إلى العزب والنجوع والكفور والبوادى والحواضر، ومع خلو الساحة وتعاظم الأشياخ المتسلفين والرموز حلت مفاهيم المتسلفة فى أوساط متعلمين حتى انتهى الأمر إلى «سلفنة بعض طلاب الأزهر، وبعض أعضاء هيئة التدريس بمعاهد وكليات أزهرية»، وبعض أئمة ووعاظ مساجد! ويأتى الدعم المالى من مؤسسات خيرية خاصة، فى دول خليجية: السعودية والكويت يداً بيد - بنكنوت - ليوفر مصادر تعليمية - ورقية وغيرها - وهيمنة دعوية بما لم يعهد!