
- لم يستجب "عبدالناصر" لرغبتي في الإفراج عنه وكل محاولاتي باءت بالفشل
- "السادات" أفرج عنه بعد سنوات من القهر والعذاب بوساطة مني وآخرين
في مذكراته مع الكاتبة الصحفية ايزيس نظمي.. حكي العندليب الراحل عبدالحليم حافظ وأفاض حول علاقته بالرئيس الراحل انور السادات وكيف كانت وطيدة وشخصية.. ومدى اقتناع السادات بوجه نظر حليم في كثير من الأمور.
وقال:" كنت اسكن في نفس العمارة التي يسكن فيها الكاتب الصحفي الراحل مصطفي امين .. وكنت شاهدا علي الاحداث .. في احدي الايام حدث بعض التحركات المريبة..لم يكن الامر واضحا بل شابه الغموض والحيرة والكتمان.. ووسط ذهول الجميع.. جاءنا الخبر اليقين..فقد تم القبض علي مصطفي امين وهو في ضيافة السفير الامريكي بتهمة الاتصال باحد رجال المخابرات الامريكية ..واتهم بالخيانة ..وانه تجرأ وطلب من أمريكا عدم تقديم المعونة والقمح لمصر".
واستطرد:" كانت مفاجأة لي لأن (امين ) ..كان يقول لي ..ان هذه الاتصالات كانت تتم بناء علي تعليمات محددة..تخص امور معينة صادرة له من شخصيات كبري ومن عبد الناصر نفسه ..ولذلك شعرت ان هناك خيانة لـ (امين ).. وانه وقع في مصيدة اعدت له..فالكبار يعرفون موضوع هذه الاتصالات وهم الذين يطلبون منه ذلك".
وتابع حليم:" بعد دخول مصطفي امين السجن قدمت طلبا لكي ازوره في محبسه كي اطمئن عليه ..لقد كان مريضا ومن الجائز ان يكون محتاجا الي علاج او ادوية ..استطيع ان احضرها له ..وبالفعل تمت الموافقة علي طلبي.. واحضرت له كل الادوية التي طلبها مني من لندن ..وكانت تصله بصفة منتظمة في محبسه".
وأضاف:" بدأت السعي لاخراجه من السجن وبدأت الاتصال بجميع من كان لهم صلة قوية بالرئيس عبد الناصر ، حتي يتدخلوا لديه من اجل الافراج عن (امين ) ولكن للاسف كل محاولاتي باءت بالفشل..فلم تفلح مع نظام عبد الناصر.. مشوار (امين ) في مجال الصحافة والادب وتنوير الراي العام بكثير من القضايا والرؤى..باتت انتقادات (امين ) الصريحة مزعجة ومؤذية للنظام ...كانت كل (فكرة ) يكتبها مصطفي امين تمثل لعبد الناصر استهدافا وانتقادا ....لقد اخذ النظام من مصطفي امين ( كبش فداء ) لاسكات كل الاصوات ايا ان كان انتماءها او توجهها".
وعندما وصل السادات الي مقاليد الحكم واصبح رئيسا للبلاد .. كان حريصا ان يدعو كل رجال الصحافة والفن في كل مناسباته العائلية ..ففي احد افراح احدي بناته ..وفي استراحة القناطر تحدثت معه انا و الكاتب الراحل موسي صبري..والكاتب الساخر احمد رجب ..والكاتب الراحل انيس منصور ..واكدنا للرئيس ان مصطفي امين يعاني من المرض وتداعياته وتطوراته التي حدثت له منذ دخوله للسجن وانه رجل كبير لا يستطيع تحمل كل هذه الاخطار فقد قرب عيد ميلاده الستين ..ورجوناه جميعا ان يفرج عنه ..وفي اليوم التالي مباشرة..تم الافراج عن مصطفي امين وعاد الي بيته بعد ان عاني من ويلات السجن والقهر والظلم وهو في هذا العمر".