بينما كانت مفوضة الشؤون الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى السيدة «آشتون» تواصل محادثاتها مع الرسميين المصريين، وتلتقى ممثلين لتيارات سياسية وشبابية وتطمئن على الرئيس المعزول مرسى.. كانت منصة «النهضة» تعلن عن انضمام «القاعدة» وعدد من التنظيمات الجهادية المسلحة إلى الاعتصام!!
الخبر ليس جديدًا والتحالف معروف، تكشفه رعاية مرسى للتنظيمات الإرهابية فى سيناء فى سنة حكمه التعسة، ويؤكده تصريح البلتاجى الشهير، وسقوط أكثر من أربعين شهيدًا من أبنائنا الذين يدافعون عن الوطن على أرض سيناء منذ عزل مرسى، ومع ذلك لم نسمع كلمة واحدة من السيدة آشتون عن الإرهاب الذى تخوض مصر كلها الحرب ضده، بينما يعلن الإخوان أنهم والقاعدة إيد واحدة.. فى سيناء، كما فى النهضة ورابعة!!
ما ينبغى تأكيده فى كل لحظة أن علينا أن نتواصل مع العالم لنشرح قضيتنا، ولكن ونحن ندرك مَن الذى يقف معنا ومَن الذى يتآمر علينا!! ثم.. ونحن ندرك أن مصير مصر فى يد شعبها وحده، وأن قرار مصر لا يصدر إلا من القاهرة ولا يلتزم إلا بإرادة الشعب وأهداف الثورة.
الشعب قال كلمته فى 30 يونيو، وأكدها فى 26 يوليو، والإرهاب يقول كلمته يوميًّا.. يعذب فى سيناء، ويحاول تعطيل الحياة ونشر الفوضى فى أنحاء مصر، يعرف «الإخوان» قبل غيرهم أن القصة انتهت، ولكنهم يريدون استنزاف الجيش وتعطيل مؤسسات الدولة وقطع الطريق على خارطة الطريق، ومع خطورة ما يفعله «الإخوان» وتحالفهم الإرهابى، فإن التهديد الحقيقى يأتى من جانبنا!!
التهديد الحقيقى يأتى فى غياب الرؤية السياسية للعمل الوطنى فى هذه المرحلة، لا أتحدث عن خريطة الطريق، بل عن الخطوات التى ينبغى أن نتخذها لتأكيد وحدة القوى الوطنية فى هذه المعركة، وبرنامج العمل الذى ينبغى أن تلتزم به الحكومة من جانب.. وتلتزم به القوى والأحزاب السياسية لضرب الإرهاب، ولضمان انتصار إرادة الشعب سواء فى الدستور الجديد، أو فى الانتخابات القادمة.
بالأمس فقط سمعنا عن حركة المحافظين التى قيل إنها ستصدر قبل العيد، تأخر الأمر لكن فلتكن بداية جيدة، ولتكن الاختيارات إعلانًا للجميع بأن إرادة الثورة هى التى تحكم، وأن الكفاءة هى المعيار.
الاستحقاقات كثيرة، لأن ميراث عام الحكم الإخوانى البائس كبير، لكن على الحكومة أن تتحرك بسرعة، وبحسم، وبشعور بأننا فى معركة وأنها أقرب لأن تكون حكومة حرب.
مرة أخرى نقول: لم يعد ممكنًا ترك مساجد مصر فى قبضة التطرف.. ولم يعد مقبولًا سيطرة الإرهابيين على المنابر لنسمع فوقها خطابات التحريض والدعوة لسفك الدماء، والهجوم على الأزهر الشريف وشيخه الشجاع.
ماذا ننتظر.. لا أعلم!!
ولم يعد ممكنًا ترك الكثير من مفاصل الدولة فى الحكومة والمحليات فى يد عناصر الإرهاب، لتعطل المسيرة وتوقف الإصلاح.. ولم يعد ممكنًا أن تتأخر القرارات الاجتماعية المطلوبة، أو ترك أسباب الاحتجاجات الفئوية والعمالية دون علاج حقيقى، وأتصور أن الصديق العزيز الدكتور حسام عيسى لديه الكثير ليقدمه فى إطار إشرافه على برامج العدالة الاجتماعية.. وبسرعة ودون تأجيل!
أيضًا إذا كنا ندرك أن الإنجاز الاقتصادى الحقيقى لن يكون إلا بعد استقرار الأحوال الأمنية، إلا أن البدء بخطوات محسوسة على هذا الطريق يعطى إشارة للمواطنين بأن الأمور ستتحسن بسرعة، ويعطى إشارة لقوى الإرهاب بأنها لن تنجح فى وقف المسيرة مهما ارتكبت من جرائم لن تفلت من العقاب عليها.
نحن فى حرب فعلًا.. فهل تتصرف الحكومة باعتبارها حكومة حرب؟! وهل تتحمل القوى السياسية الوطنية مسؤوليتها فى تنفيذ إرادة الشعب؟!