■ يحق للناس على اختلاف المشارب والانتماءات فى مختلف الظروف والأحوال التساؤل: أين الأزهر؟ لم التقصير فى مجابهة الغلو والتطرف المنسوب إلى الدين؟ مواجهة «العنف الفكرى»؟ ومعالجة ومداواة «العنف المسلح»؟ لم التقاعس والانحسار وترك مساحة العمل الدعوى بصفة عامة، والإعلامى المرئى بصفة خاصة لدخلاء وأشباه متعلمين ومتعالمين؟
■ أين صحيح الإسلام؟ وحقيقته الرسالية؟ ومقاصده النبوية؟ وأخلاقياته المثالية؟ وسط طوفان التعصب الطائفى، والتحزب والتمذهب، وجيل «غثاء سيل» يتلوه لاحقاً وقريباً «غربة الإسلام».
■ أجل! أسئلة مشروعة حاصلة واقعة متجددة لعالمية ودور الأزهر.
■ مصارحة ومكاشفة تعد فريضة واجبة. إن تقصيراً لا يستهان به، وتراجعاً وانحساراً عن المشهد، على إثره تنامت جماعات وفرق وفصائل عديدة ومتنوعة «لكل وجهة» تصرفاتها من سوء فهم للدين، وسوء عرض له، وأهدافها من الرياسة والزعامة وإعلاء أدبيات و«أجندات» تسعى بأشياخها ومنظريها لفرضها قسراً وكرهاً، وأدى إلى ظهور ما يكتوى به المجتمع من نقيض «مكارم الأخلاق»، وأخلاقيات العمل الدعوى»، و«فقه الواقع»، و«فقه المصالح»، و«فقه المقاصد»!
أسباب وعوامل متشابكة متداخلة أوردها دون مواربة أهمها:
أولاً: سوء اختيار «قيادات»، حيث اضطلعت جهات وأجهزة رقابية عديدة لانتقاء «أهل الثقة والتبعية»، وإغفال وإهمال «الكفاءات»، فى العقود الأخيرة باستثناء العالم الربانى الإمام الشيخ عبدالحليم محمود - رحمه الله تعالى - ووضع خطط شيطانية لإضعاف الطاقات، يجعل سن تولى مهام قيادية لمن قارب سن التقاعد الوظيفى، ومن عرف عنهم الاهتزاز العلمى، فصارت الشللية والوساطة والمحسوبية حولهم تزين كل قبيح، وتؤيد كل خطأ، وتقر كل منكر، وهم كثر فى مؤسسات أزهرية! فلا شغل لهم إلا جلب «الأموال» و«المصالح الشخصية»!