سيقف التاريخ في حيرة وهو يكتب عن الوزير السبعين في تاريخ الجيش المصري منذ أن أنشأه أحمد عرابي حتى الأن .. كما لم يقف من قبل أمام أياً من سابقيه .. فهو الرجل الذي راهن عليه الشعب كي ينصفه على رئيسه الذي بغى وطغى وأفترى على شعبه منذ يومه الأول حتى بعد يومه الأخير في السلطة .. فنصفه .. ذلك الرئيس الذي أصر في أول يوم على حلف يمين الرئاسة أمام الشعب في الميدان، فما كان من الشعب سوى أن رمى عليه الشعب يمين الخُلع في نفس اليوم بعد عام واحد وفي نفس الميدان.
لقد إستطاع «عبد الفتاح السيسي» إسمه في صفحات التاريخ بحروفٍ من نور لا يمكن أن يطفئه سواه .. إذا لم يرزقه الله بحس الخواتيم، واستجاب لوسوسة الشياطين التي توسوس له الأن في كل مكان أينما ذكر إسمه.
ما يفعله الناس مع «الرجل الخمسيني» .. الذي لا يشغل سوى منصب وزير الدفاع .. يجعله يقف أمام المرأة التي في مكتبه بوزارة الدفاع مرتدياً البدلة «الميري» يبتسم وهو يرى في الخلفية شاشة التليفزيون الممتلئة بصوره التي تشتريها الناس الأن على الأرصفة ويقبلونها ثم يضعونها على رؤوسهم .. يجعل هذا الرجل يحلم بأن يرى نفسه في مرأة بهو قصر الإتحادية وهو مرتدياً البدلة «الملكي» .. فصورته الشهيرة بالنظارة السوداء التي تبدو وكأنها تحميه من ضوء القمر الذي كان مكتملاً في ليل الجمعة التي دعى الناس فيها لنزول الشارع من أجل تفويضة هي أكثر الصور التي طبعت لرجل في مصر حتى الأن .. فتلك الصورة طبعت أكثر من الصور التي طبعت لـ«عبد الناصر» نفسه منذ ثورة يوليو حتى تفويض يوليو.
وما يفعله الإعلام بأكمله مع «الرجل الأسمر» .. منذ ٣٠ يونيو حتى يومنا هذا من تملق «فج» بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. يجعل الرجل يشعر بالغرور حتى يتملكه تماماً وسيصل به وبنا إلى الهاوية .. فكل قراراته أصبحت مؤمنة عليها حتى وهي مجرد أفكار تخرج من رحم بلونات الإختبار التي تلقى علينا يومياً .. هؤلاء يصرون على هلاكنا من أجل المال فقط .. فرضا السلطة والناس من رضا الإعلان .. هؤلاء لا يسبحون فقط مع التيار بل يجعلوا منابرهم أمواجاً شديدة السرعة ستصل بنا وبهم إلى شاطئ من الصخور الحادة وستكون صدمتها قاتله .. لقد بلغ القيء من فُجر هؤلاء المتملقين الحلقوم .. والساسة والحكماء ينظرون .. إنهم يصنعون نصف إله ولكن لا يشعرون.
أما أنت عزيزي صاحب «الكتافات الذهبية اللامعة» .. لا يغرنك ما يفعله هؤلاء الأن معك .. فقد فعلوا هذا وأكثر مع أصحاب الكتافات السابقين في السلطة .. وعندما سقطوا واحداً تلو الأخر هم كانوا أول من سنوا عليهم سكاكين ألسنتهم ليذبحوا تاريخهم وسمعتهم وشرفهم منذ «محمد نجيب» حتى «محمد طنطاوي» .. فكما قال «كمال الشاذلي لمحمد مرسي: السياسة نجاسة» .. فكن مع الأطهار من حماة الوطن ولا تخضع لوساوس هؤلاء الشياطين حتى لا تسقط في بئرٍ سحيقٍ لن تستطيع أن تنجو منه من دون خسائر .. أنت ككتافاتك نجماً فس السماء لامعاً فلا تنزل على الأرض لأنك بعد عمر طويل ستكون تحت الأرض والحساب عسير هناك.
تأكد يا «نجم الوطن الأن» .. أن بداية إطفاء نور أول حروف من سطور تاريخك المضيء هو تقديم إستقالتك وإرتداء البدلة الملكي «وإن كان هذا بناءاً على طلب معظم الشعب» لأنك بهذا ستخلف عهدك معنا حينما قلت «أنك لم ولن تفكر في أن تكون رئيساً» .. فكما تعلم أن بداية السقوط هي إنكار العهود.