
ويبدو أن نجوم الشاشة التقليدية، الذين أفسدوا السينما وأصابوها بحالة من التيبس والجمود وصرفوا الجمهور عنها لسنوات طويلة حتى نجح الجيل الجديد من "الكوميديانات" فى رد الاعتبار للفن السابع وأعادوا الجمهور من جديد إلى قاعات السينما، قبل أن تنتكس السينما من جديد بسبب ظروف الإنتاج واضطراب الأحوال الاقتصادية والسياسية منذ 25 يناير وحتى الآن، يبدو أنهم لايزالون يصرون على استنزاف قدرتهم على تسويق المسلسلات باسمهم حتى الرمق الأخير، وحتى تلفظهم شركات الإنتاج والتوزيع.
وقد انتقل إلى الدراما التليفزيونية شبح التكلس والشيخوخة مع انتقال النجوم التقليديين إليها ليفسدوا ويبعثوا الملل فى أوصالها بعد أن لفظتهم السينما ولم يعد لهم سعر فى شباك التذاكر، وعدنا مرة أخرى لاحتكار الوجوة التقليدية الشائهة لأعمال التليفزيون، وأصبحنا نعرف مسبقا نجوم الشاشة الصغيرة الذين سيعذبوننا فى رمضان من كل عام بأعمالهم الطويلة الرتيبة المستهلكة.
ورغم الفشل الذى حققته أعمال نور الشريف ومحمد صبحي ويسرا وإلهام شاهين فى السنوات الثلاث الماضية، ورغم الإفلاس الواضح فى قريحة وجعبة مؤلفين كتبوا أعمالا رائعة ثم تفرغوا لأكل العيش الرمضانى، فإن هؤلاء لا يزالون مصممين على الاستمرار حتى آخر رمق فى استنزاف رصيد نجوميتهم ومكانتهم عند الناس.
والغريب أن هؤلاء وغيرهم لم ينتبهوا لمغزى النجاح الذى يحققه النجوم الجدد على شاشة الدراما الرمضانية، وغفلوا أو تغافلوا عن احتياج جمهور الشاشة الصغيرة لنوع آخر من النجوم، وإلى وجوه جديدة، بعد أن ملوا وزهدوا فى النجوم القديمة والوجوة المستهلكة التى سأموا من كثرة ظهورها وفرضها عليهم كل سنة وكأنه واجب مقدس أو مصير محتوم لا فكاك منه.