يُنفذ قادة جماعة «الإخوان»، حرفيا، خططهم وتهديداتهم بحرق الوطن ومعاقبة الشعب المصرى.
هم قالوا بوضوح، وأكثر من مرة، إن «اللى حيرش مرسى بالميه.. حنرشه بالدم»، وها هم ينفذون تهديدهم ويرشون مصر كلها، من أقصاها إلى أقصاها، بالدم!
عندى دليل أكيد أن ما حدث فى «طريق النصر»، فجر (السبت) الماضى، كان جزءا من مخطط دموى كبير أعدته الجماعة المجرمة، أجهضته دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسى للشعب المصرى بالنزول إلى الشوارع والميادين فى كل مكان من مصر، يوم الجمعة الماضية، ثم الاستجابة الاستثنائية تاريخيا (بالحشود المليونية غير المسبوقة فى التاريخ الإنسانى)، والمذهلة جغرافيا (باتساع التظاهرات لتشمل كل خريطة الوطن)، فى ملحمة رائعة ونادرة سطرها الشعب المصرى باسمه فى سجل الشعوب العظيمة.
دليلى أقدمه لكم من دون رتوش، لتعرفوا جزءا يسيرا مما يخططه قادة جماعة «الإخوان» وتنظيمهم الدولى لهذا الوطن.
مساء (الخميس) الماضى، تلقيت اتصالا هاتفيا من (عمان)، وجاءنى صوت صحفى أردنى معروف، وقال لى إنه شاهدنى وأنا أتحدث على شاشة فضائية مصرية، معلقا على دعوة الفريق السيسى للشعب ومغزاها، وقلت فى حديثى إننى أظن أن قائد الجيش المصرى تجمعت لديه معلومات محددة عن أحداث عنف قد تقع يوم الجمعة، خصوصا أن قادة «الإخوان» أنفسهم أعلنوا على الملأ من منصة اعتصام رابعة العدوية، أنها ستكون «جمعة الحسم» أو «جمعة الفرقان».
قال الصحفى الأردنى لى «كنت أحضر إفطارا رمضانيا أقامته جبهة العمل الإسلامى (وهى الفرع الأردنى لجماعة الإخوان)، ووجدت قادتهم يتحدثون عن المخطط الذى أعده التنظيم الدولى للإخوان (فى اجتماعه الأخير فى تركيا)، لإثارة فوضى وعنف هائلين فى مصر، سعيا لإجبار قادة الجيش على إعادة الرئيس المعزول إلى الحكم، كشرط لإيقاف الفوضى والعنف». وأضاف الصحفى الصديق (وأتحفظ عن ذكر اسمه لأنه معروف جيدا لإخوان الأردن)، أن قادة «جبهة العمل الإسلامى» بدؤوا يتحدثون بشكل أكثر تفصيلا عما ستشهده «جمعة الحسم»، وقالوا إن هناك (34) تظاهرة ومسيرة (أرجوكم خدوا بالكم من الرقم) ستخرج من مساجد فى القاهرة الكبرى، سيتوجه بعضها إلى منشآت عامة محددة للاعتصام أمامها، بينما يقوم بعضها الآخر بقطع طرق وشل ميادين رئيسية فى العاصمة، وإعلان أنهم على استعداد لـ«الشهادة» ولن يغادروها قبل إعادة الرئيس المعزول إلى الحكم (!).
قبل أن ينهى الصحفى الأردنى محادثته الهاتفية، قال لى وكأنه يتوسل «أرجوك.. أبلغ هذه المعلومات لأحد المسؤولين أو القادة العسكريين فى مصر، ليدركوا حجم المخطط ويتصرفوا لإفشاله.. يا أخى أنتم لا تعلمون كم نُحب هذا البلد، الذى ندعو الله أن يبقى آمنا لأهله وللعرب جميعا». فرددت عليه بأننى متأكد من أن تفاصيل هذا المخطط موجودة لدى هؤلاء القادة، وأننى فهمت دعوة الفريق السيسى جاءت لإجهاض هذا المخطط، عبر استدعاء ملايين المصريين لدعم وحماية قواتهم المسلحة.
نسيت مؤقتا أمر المحادثة الهاتفية، لكنى لاحظت أن شريط الأخبار على فضائية «الجزيرة» القطرية بدأ قبل صلاة «الجمعة» يذيع أن هناك (34) مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول فى القاهرة، ومسيرتين (فقط) لمعارضيه فى «التحرير» و«الاتحادية»، وهنا تذكرت على الفور الرقم الذى حدده لى الصحفى الأردنى، خصوصا أن مسيرات «الإخوان» فى القاهرة اقتصرت، فى ذلك اليوم، على منطقتين أو ثلاث على الأكثر فى القاهرة والجيزة.
يقينى أن دعوة السيسى للشعب للنزول بالملايين فى الشوارع فاجأت «الإخوان» وأربكت حساباتهم، بدليل تلك الحملة المسعورة والمجنونة التى شنتها اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، فور انتهاء القائد العام للقوات المسلحة من كلمته، يوم (الأربعاء) الماضى، واستمرت طوال يوم (الخميس)، والكلام الكاذب الفاجر عن أنها دعوة لاقتتال الشعب المصرى، أو تفويض للجيش بقتل الشعب، إلى آخر هذا الكذب «الإخوانى» المعهود والمفضوح، فغيروا خططهم فى اللحظات الأخيرة وقصروا التظاهرات والمسيرات الـ(34) إلى ثلاث، لكن هذه «التعليمات» الجديدة لم تصل إلى «الجزيرة»، فظلت تذيع أنها (34) مسيرة!!
قادة المخطط «الإخوانى» فاجأتهم وأفزعتهم أيضا الملايين الهائلة الهادرة التى خرجت فى كل مصر، خصوصا بعد أن بدأت القنوات الفضائية تنقل مشاهدها إلى العالم أجمع لتؤكد فشل وعجز وعزلة وكذب «الإخوان» وحلفائهم، فقرروا القيام «بعمل ما» لتغيير الصورة «السلمية» العظيمة التى تبدو على الشاشات، بصورة أخرى «دموية» يستغلها الإعلام الموالى من «الجزيرة»، محاولا أن يمحو التأثير المبهر للصورة الأولى، فكانت «الأوامر» إلى الشباب المشحون بالدعوات الكاذبة عن «الجهاد» والحفاظ على الشريعة والإسلام، بالتوجه إلى «كوبرى أكتوبر» فى طريق النصر، لإغلاقه وقطع طريق «الأوتستراد» فى مدينة نصر، وعندما حاولت قوات الأمن التفاهم معهم وإقناعهم بفتح الطريق، انطلقت «رصاصة مجنونة» لتصيب ضابطا فى عينه وتقتله على الفور، وهنا بدأت المعركة التى أرادها قادة «الإخوان» وسعوا لها.
ألم أقل لكم إن هؤلاء القادة كانوا صادقين، عندما أقسموا بأن «يرشونا بالدم»؟.. لكنهم خدعونا فقط فى أنهم لم يخبرونا أنهم يقصدون «دم شبابهم» الذين ألقوا بهم فى أتون موقعتى «الحرس الجمهورى» و«طريق النصر»، بينما هم يتابعون المعركة من بعيد، من داخل مسجد «رابعة». هم يعرفون أن «الدم» المصرى كله غالٍ علينا، يؤلمنا ويوجعنا، لكن أرجو أن لا تنسوا أنهم يتاجرون بهذا الدم المسال.