ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

مصر التى نعرفها

-  
نشر: 29/7/2013 10:29 ص – تحديث 29/7/2013 10:29 ص

كان يوم السادس والعشرين من يوليو ٢٠١٣ يوما مصريا خالصا، فقد لبى الشعب المصرى طلب قائد الجيش بالخروج إلى الميادين والشوارع لمنحه تفويضا لمحاربة الإرهاب والقضاء على البؤر الإرهابية التى انتشرت فى مناطق عدة من البلاد، وكان يوما مصريا خالصا برهن على سلامة جسد هذه الأمة وتعافيها من أمراض تم حقن جسدها بها على مدار السنوات الماضية، أبرزها أمراض التعصب الدينى والطائفية. ففى ذلك اليوم الذى صادف السابع عشر من شهر رمضان دعا البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريريك الكنيسة الأرثوذكسية، دعا المصريين المسيحيين إلى الصيام الرمضانى تضامنا مع أشقائهم المسلمين، وطلب من الكنائس المصرية أن تقرع الأجراس مع رفع أذان المغرب، وهو ما حدث بالفعل، حيث صام أقباط ذلك اليوم مع المسلمين وأفطروا معهم سواء فى المنازل أو الميادين، كما كان مشهدا مصريا خالصا عندما تزامن رفع أذان المغرب مع قرع أجراس الكنائس، فى مشهد مصرى بمعنى أنه لا يحدث إلا فى مصر، واكتمل المشهد بخروج نحو ٣٥ مليون مصرى ومصرية من مختلف الطبقات والأعمار فى احتفال مهيب منح قائد الجيش ما كان يطلب من تفويض وجعله يرد على ذلك بكلمة واحدة هى «شعب مصر العظيم.. شكرا». مشاهد السادس والعشرين من يوليو مشاهد مصرية خالصة، احتفالات وكرنفالات وقفشات مصرية، خرجوا لمنح قائد الجيش تفويضا يطلبه منهم لاستعادة الأمن فى البلاد، فكانوا يحتفلون وينشدون الأغانى الوطنية التى عادت تصدح فى الميادين مجددا، عادت للكلمات معانيها الجميلة التى سبق وفارقتها فى زمن الإخوان.

كانت مشاهد ذلك اليوم مصرية خالصة والأكثر تأثيرا منها كانت دعوة البابا المسيحيين للصيام مع المسلمين، وقرع أجراس الكنائس مع رفع أذان المغرب، كان المشهد مهيبا بالفعل، جديدا على الشباب المصرى الذى خرج للدنيا منذ منتصف السبعينيات بعد أن بدأت مصر تتغير كثيرا على يد السادات وبدأت ثقافة الخليج تغزو مصر ومعها الفكر الوهابى على حساب الثقافة المصرية. بالنسبة إلى المصريين والمصريات الذين ولدوا قبل عقد السبعينيات والذين حملوا أسماء مشتركة وعاشوا حياة مشتركة، فقد رأوا فى السادس والعشرين من يوليو ٢٠١٣ مشهدا مصريا اعتادوا على رؤيته، مشهد لحياة شعب من أصل واحد تعددت دياناته وطوائفه ولم تفرق بينه إلا فى أزمنة التردى والتراجع، فعندما تكون البلاد قوية، عفية، تتسع مساحة المشترك بين المصريين ويجرى تجاوز كل اختلاف وتباين، وعندما تضعف البلاد وتتردى أوضاع العباد، يتم اللجوء إلى عوامل الانقسام الأولية وعلى رأسها الدين من أجل تحقيق مكاسب متصورة أو تبرير سياسات عاجزة. كانت مصر دولة مدنية متوسطية (تنتمى إلى حضارة البحر المتوسط) حتى مطلع السبعينيات، كان المصريون يعيشون حياة مشتركة، يحمل أغلبهم أسماء مصرية مشتركة، يتقاسمون لقمة العيش، يتزاورون باستمرار يشاركون بعضهم فى الأفراح والأطراح، يساندون بعضهم بعضا فى الملمات، لم يتوقفوا أمام ديانات وطوائف بعضهم البعض، لم ينفروا من ديانات أشقاء لهم، لم يتساءلوا فى يوم ما عن جواز التهنئة بالأعياد أو تقديم التعازى فى الملمات، كانوا يتعاملون مع بعضهم البعض كمواطنين، إخوة وأشقاء. عشنا زمنا جميلا فى مقتبل العمر، وشهدنا بكل أسى وأسف تحويل مصر أمام عيوننا إلى دولة هشة، ضعيفة، يتسول ساساتها من الخارج، بل إن مبارك كان يعاير شعبه بأنه لا يأخذ قسطا وافيا من الراحة لأنه يجوب البلاد بحثا عن معونات ومساعدات أى «يتسول»، كى يوفر احتياجات الشعب الذى تتزايد أعداده يوما بعد آخر، حولوا مصر إلى دولة على شفا الفشل، وأكمل مرسى المهمة بأن وضع أساسا لدولة دينية تعادى جزءا من مواطنيها، يقبل الناس فيها تفجير الكنائس وقتل الأقباط وسحل الشيعة!!

انتفض الشعب المصرى ضد حكم المرشد والجماعة وخرج يطلب تغيير النظام واستعادة الهوية المصرية، نادى قواته المسلحة فاستجابت للنداء، وكان بيان الثالث من يوليو. عادت القوات المسلحة لتطلب تفويضا جديدا باستكمال عملية استرداد مصر، فخرجت الملايين فى السادس والعشرين من يوليو واستعادت مصر فى ذلك اليوم. مشاهد من الزمن الجميل الذى عشناه فى بلادنا التى لم تكن تفرق بين أبنائها، فى ذلك اليوم منح شعب تفويضا للجيش وصام المصريون المسيحيون يوما ما أيام رمضان، وتعانق أذان المغرب مع قرع أجراس كنائس فى أنحاء مصر.. نبتهل إلى الله أن يحفظ مصر دولة قوية عفية، دولة لكل مواطنيها لا تفرق بين ابن من أبنائها لأى سبب من عرق، أو لغة، دين أو طائفة 

التعليقات