الأولى: كلمة رعاع أيها العالم هى غوغاء الناس وسفلتهم وأقلهم منزلة وقدراً، والحثالة ما تبقى فى الإناء من المشروب لا قيمة له، ولقد جانبك الصواب والأدب، فقد سحبت الحكم الخاص على العام، واتهمت كل من خرج على مرسى فى الميادين بأنهم سفلة ورعاع وحثالة وزبالة، وهو ليس اتهاماً فى محله ومردود إليك وعليك. المصريون فاق عددهم الثلاثين مليونا بشهادات وكالات الأنباء العالمية، وليسوا كما تدعى أربعمائة ألف، فإذا كنا كذلك فى شوارع مصر كلها فماذا تقول عن عشرات رابعة العدوية، وأين ملايين البلتاجى التى تجوب الشوارع والميادين تهتف وتبحث عن رئيسها التائه الضال؟ كنا فى الميادين من خيرة شباب ونساء وشيوخ مصر، نهتف للوطن وليس للجماعة، ونحمل علم مصر وليس علم القاعدة، ندعو لحرية الوطن وليس سجنه، ندعو لدولة فيها المواطن حر عزيز أبىّ تحت سماء بلده، وليس تكفيره وتهميشه وبغضه وكرهه، ندعو لعيش كريم لأبناء الوطن، وليس لأبناء الجماعة فقط، ندعو أن يتولى أمرنا أكثرنا علماً وخبرة وليس أقلنا منزلة وقدراً.
الثانية: إن خيرة أبناء مصر ومثقفيها فى رابعة العدوية قد أخطأت، فقد سحبت الحكم العام على الخاص ووقعت فى محظور التعميم قل ليسوا جميعا.. أو أكثرهم.. أو أقلهم.. هل شاهدت الوجوه واقتربت منها؟ هل قابلت العقول وتناقشت معها؟ هل رأيتهم كيف يقضون حاجتهم فى الشوارع ويقتلون الناس بعد تعذيبهم بشبهة؟ ما رأيك فى لا تجتمع أمتى على باطل؟.. وما رأيك فى درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة؟.. وما رأيك فى كيف يكون المؤمن كيّسا فطنا حين يواجه شعباً بأكمله ورجال قضائه وشرطته وجيشه؟ أيرمى نفسه إلى التهلكة؟ أم يفيق إلى أمر الله وإرادة الشعب؟ أم يستنجد بالجهاديين المرتزقة لمحاربة أمة بأكملها ويقتلون نفوسا بريئةً بغير حق يوميا فى سيناء.. أفق أيها العالم.
الثالثة: تؤكد أن لديك معلومات عما يدور فى التحرير، وماذا عن رابعة العدوية وما يدور فيها من نقل الجماعة من القرى والمدن إلى القاهرة بالسيارات والقطارات المكيفة، والذبائح والولائم اليومية، وكشوف الحضور والانصراف ودفع اليوميات يتم أمام مسجد رابعة، وذلك من مال المسلمين وزكواتهم؟ إن كان لديك دليل علينا فلا تتردد ولا تفعل ما فعله رئيسك من اتهامات بلا دليل لمدة عام.
رابعاً: أنا أدعوك الجمعة القادم لإفطار رمضان فى التحرير لترى بنفسك أن هناك من تبرعوا لإفطار صائم، وترى الناس كل يمد يده فى طعام الآخر فى حب وألفة، وسوف تغير رأيك لتعرف من هم السادة ومن هم الرعاع، وتقابل من شعراء مصر وأدبائها وعلمائها ومثقفيها لتعرف من الجاهل ومن المثقف، وترى حب الوطن لتعرف الفرق بين الحاقد والمحب، وترى كل الناس على اختلاف أديانهم فى تعاطف، لتعرف من الكافر ومن المؤمن، وترى الناس يصلون العشاء والتراويح فى خشوع لله وليس لغيره، فأنت لم تشقق عن قلوبنا وقلوبهم لتعرف من كان على خشوع ومن كان على عُجالة، ندعوك لتتناقش وتقترب من عقولنا لتعرف أننا لسنا زبالتك ولا زبالة مرشدك فقد أسأت الأدب، ومعينك نضح بما فيه، فالعالم يا سيدى يتحلى بجمال حديثه ومنطقه وأدبه ويغلق إناءه ويغطيه حتى لا يفضحه ويعريه كما صنعت، ولا تفوح رائحة زبالته الكريهة.
رد على حديث الدكتور زغلول النجار فى قناة الجزيرة.