لا يمكن لأحد أن ينكر أن الملايين خرجت، أول من أمس، ضد إرهاب الإخوان واستكمالًا للثورة التى عزلت مرسى وكشفت وفضحت الجماعة وحلفاءها الإرهابيين.. اللهم إلا الإخوان.. وقادتهم الهاربين المختبئون فى بؤرة إشارة رابعة العدوية.. ويحتمون بالشباب المغرر بهم والنساء والأطفال.
لقد خرجت الملايين فى كل الميادين وهى فرحة استجابة إلى مطلب الجيش فى تفويضه مع الشرطة لمحاربة الإرهاب الذى تستخدمه الآن جماعة الإخوان لوقف مسيرة إعادة بناء دولة مدنية حديثة بعد أن عملوا خلال حكم محمد مرسى على القضاء على مؤسسات الدولة وتخريبها.
.. لكن الإخوان هم المنكرون.
.. وينكرون الحقيقة الواضحة.
.. ينكرون أن محمد مرسى قد جرى عزله باسم الشعب.
.. وأنه متهم وستجرى محاكمته باسم الشعب.
.. وينكرون أنهم فشلوا فى إدارة البلاد.
.. لم يعجبهم أن الملايين خرجت لتأكيد رفضهم للإخوان الذين أفسدوا فى البلاد.
.. فكان لا بد من تشويه صورة الشارع.
.. وكان لا بد أن يكون هناك حدث يحاولون به وقف فرحة المصريين.
.. ولا بد أن يكون هناك أمر لشد العالم الخارجى بعد أن بدأ يكتشف أن الإخوان يكذبون وأنهم جماعة فاشلة وأن ما قام به المصريون ثورة لا انقلاب.
وكان لا بد من فعل، لدعوة العالم للتدخل، فهم جماعة ليست وطنية، وهمها السيطرة والتمكين، ورغم فشل قياداتها فى إدارة البلاد فإنهم لا يعترفون بهذا الفشل.. ويدّعون الشرعية وينكرون خروج الملايين لإسقاط ما يسمونه بالشرعية.
.. ويتناسون الآن ما قاله محمد مرسى فى أول خطاب له أن الشرعية للشعب.
.. والشعب تحرّك وخرج لسحب الشرعية من محمد مرسى بعد أن فضحه وكشفه ووجده لا يستحق أن يحكم قرية، فإذا به يحكم مصر.. وهى كبيرة عليه وعلى جماعته، وهم كانوا يعترفون بذلك من قبل بأنهم لا يستطيعون وحدهم.. فإذا بهم يكذبون ويتحايلون ويتمكنون من السلطة، فأعجبتهم فنشروا فسادهم وكذبهم وفشلهم فى إدارتهم للبلاد.
.. تعدّوا على كل مؤسسات الدولة من أجل أن يتمكّنوا ويقدّموا بديلًا من أهل السمع والطاعة.
.. يعتدون على حقوق الشعب فى دستور.. فإذا بهم يضعون دستورًا طائفيًّا.
.. وينشرون أفراد جماعتهم وأتباعهم فى كل المؤسسات لتقويضها، ولكى يحصلوا على المكافآت.
.. واستعادوا كل علاقاتهم القديمة مع الجماعات الإرهابية لتهديد وترويع المواطنين المصريين والمعارضين منهم.
.. لم يقدّموا أى شىء للشعب الذى خرج فى ثورته فى 25 يناير ضد الاستبداد والفساد.
.. وإذا بالشعب يجد نفسه فى ظل حكم مرسى والإخوان وكأنه لم يحدث أى تغيير، بل الأوضاع وصلت إلى الأسوأ.
.. وأهان محمد مرسى وجماعته مصر والمصريين.
.. فلم يكن هناك حل سوى الخروج لإنقاذ الدولة من محمد مرسى وجماعته.
.. ولكن الجماعة لا تصدق أن الشعب الذى أطاح بمبارك تغيّر، وأنه لن يسمح أبدًا بحاكم مستبد حتى لو استخدم الدين.. فقد اتضح أن الإخوان كاذبون وتجار دين.
.. ثم يدّعون الشرعية والديمقراطية.. ولم يضبط أحد من الجماعة أبدًا ديمقراطيًّا.. فهم يعطون البيعة لقائدهم ومرشدهم.
.. ومن ثم ينكرون حق الشعب فى الخروج عليهم وكشفهم وفضحهم.
.. وينكرون الملايين التى خرجت فرحة لتفويض الجيش لمحاربة الإرهاب الذى ترعاه الجماعة وقياداتها فى بؤرة رابعة العدوية.
فكان لا بد من سرقة الفرح.. فيخرجون شبابهم المغرر بهم لممارسة الإرهاب وقطع الطرق، فى أسلوب أقرب إلى عملية انتحارية.
.. ويسقط قتلى بينهم ليسوا شهداء، ليستغل قيادات الإخوان المختبئون فى بؤرة رابعة ذلك الأمر والادعاء بأن هناك مجازر، ويستدعون الخارج.
ولكن أمرهم انكشف وانفضح.. وبات الجميع يعرف أنهم إخوان كاذبون ومضللون.
