مصر فى مواجهة الإرهاب.. فنحن نواجه مجموعة من البلطجية والجهلاء الذين يخادعون.. ويكذبون.. ويقتلون.. ويبطشون باسم الدين.. فيكبرون ويهللون.. عند نشوة ارتكاب المعاصى.. فيمنحون الإيمان لمن والاهم.. ويكفرون من اختلف معهم أو عاداهم.
مصر دولة عظيمة لها تراثها.. وكل المقومات تفرض عليها أن تكون كبيرة.. فعندما يحكمها ضعيف كالمعزول «محمد مرسى».. يجعلها فى حجمه حتى يستطيع إدارتها.. فيبيعها وأهلها بأبخس الأثمان إلى أحقر الدول مادامت تمتلك سطوة المال.. فتصير مصر دوله فقيرة لشعب من التعساء الشحاذين.. وتتحول من قائد للمنطقة إلى تابع لدويلة صغيرة تمول الجماعة بمليارات الدولارات.
لقد تعرض الكثير من البسطاء لعملية خداع.. من قبل الإخوان ومرسى الذى تحدث فى أثناء دعايته الانتخابية عن أنه سيخضع للدستور والقانون.. وفى حالة مخالفته لذلك فإن للشعب الحق فى أن يثور ضده.. وعندما حنث مرسى فى يمينه.. ووضع نفسه فوق القانون.. فثار الشعب ضده.. صنع لنفسه شعباً بديلاً من جماعته.. ليكون الحاكم بأمر الله.. فليس غريباً على من حرموا الخروج على الحاكم فى عهد مبارك أن يؤيدوا رئيسهم مرسى.. فهم المؤيدون فى كل العهود باسم الدين.
فجماعة الإخوان لم يكن لديها أجندة وطنية لبناء دولة المؤسسات.. وتطوير مصر اقتصادياً وسياسياً.. وإنما كان لديها أجندة خاصة.. لتمكين الجماعة من مفاصل وأعمدة الدولة.. بنشر عناصرها فى سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة.. واختيار القيادات التنفيذية والإدارية ليس لاعتبارات الكفاءة.. وإنما لمدى الانتماء والولاء للجماعة.
ففشل الإخوان على مدار العام الماضى.. فى تطوير مصر سياسياً واقتصادياً.. لسببين: الأول أن الجماعة ليس لديها الكوادر القادرة على تولى المناصب الإدارية والتنفيذية فى الدولة.. وأن كل ما يجيده تنظيم الإخوان هو السمع والطاعة فقط.. أما السبب الثانى.. فهو أن الجماعة مستفيدة من الفقر والأمية المتفشية فى مصر.. لأن العوز والجهل الذى تغلب عليه المصريون بالوعى والإدراك.. كانا السبيل الوحيد لبقاء الإخوان فى سدة حكم مصر.
وبعد كل ما فعله الإخوان.. مازالوا يسعون للبقاء فى السلطة.. ولو على أنقاض مصر.. يتمنون لو قامت حرب أهلية بين المصريين.. على غرار سوريا.. لضمان البقاء فى الحكم.. فمن يمعن قراءة التاريخ المصرى.. سيجد مواقف رجال يجب أن نرفع لهم القبعة.. بعد ما ذقناه على يد الإخوان.
فلا بد أن نذكر موقف الملك فاروق.. عندما ترك حكم مصر ورحل.. ليجنب مصر الاقتتال الداخلى.. والصراع داخل صفوف الجيش المصرى.. ونفس الشىء قام به اللواء محمد نجيب.. عندما آثر البقاء فى بيته.. وتحمل ما تعرض له من ظلم.. رغم ما كان يتمتع به من شعبية.. تجنيبا أن تقع مصر فى براثن الحرب الأهلية.. تلك هى مواقف الرجال الجدعان.. فى مواجهة نطاعة الإخوان.
الحقيقة هى أن تلك النطاعة ليست السياسية فقط، وإنما البشرية أيضا.. تتركز بشكل كبير فى مجموعة قليلة من رجالات تتحكم فى آلاف من المخدرين المنساقين الذين تعودوا على التلقين والسمع والطاعة.. دون أن يتركوا لعقولهم الحق فى التفكير وتأمل الحقائق.
فمصر تعرض لاحتلال غاشم من نظام.. لم يعرف لمصلحة البلاد طريقا.. ولا يدرك معانى حب الوطن وأهله.. فلم يبق لنا سوى معركة أخيرة.. ليس لنجاح الثورة فقط.. وإنما لإنقاذ مصر.. من يد هؤلاء المحتلين.. لنتحول جميعا إلى جنود لمقاومته ومواجهة الإرهاب حتى النهاية.