حسن مصطفى شاب فى بداية الثلاثينات-مصاب بكسر فى الساق- تبدو علية ملامح الطيبة ,حسن من الغربية ,مشكلته وربما ماساتة ان مقتنع تماما بكلام المشايخ, انة لا يناقش ولا يجادل و لا يعطى نفسة حتى فرصة ليفكر.
الامس عقب صلاة التراويح صدرت "الاوامر" للمعتصمين فى رابعة بالتحرك صوب كوبرى 6 اكتوبر, "مش متأكد بصراحة اذا كانت مسيرة عادية ولا توسيع للاعتصام" تلك كانت رؤية حسن لسبب للمسيرة !! الرجل لا يدرى لماذا يتحرك اصلا
"اسلامية / اسلامية" "هى لله /هى لله" هكذا تعالت الهتافات فى المسيرة المنطلقة من رابعة العدوية باتجاه طريق النصر متجاوزة النصب التذكارى للجندى المجهول و جامعة الازهر ثم قاعة المؤتمرات.
تقول فاطمة عمر "طبيبة تخدير" لم اكن فى اول المسيرة ,لكنها كانت سلمية بالتاكيد و كلما اقتربنا من نهاية الطريق – تقصد اقترابهم من كوبرى اكتوبر- تشتد الهتافات و تزداد حماسة "ارحل يا سيسى /مرسي رئيسى".
النقيب محمد من قوات الامن المركزى يقول " طلبنا من المعتصمين عدم اغلاق الكوبرى , و كررنا اكثر من مره ان حرية الاعتصام مكفولة لهم , لكن تعطيل الكوبرى جريمة يعاقب عليها القانون" و عندما رفضوا واصروا على مخالفة القانون تعاملت القوات معهم بالغاز المسيل للدموع بغية تفريقهم"
"يدوبك الظابط خلص كلامه من هنا و الغاز بهدلنا" هكذا يسرد المشهد رضا العدوى من الدقهلية, يضيف رضا ان الغاز استمر فترة لا يستطيع تحديدها ثم بدا اطلاق النار الحى علينا من اعلى جامعة الازهر" حيث يؤكد رضا وجود قناصة اعلى مبانى الجامعة وانهم هم من اطلقوا النار عليهم
الرواية مختلفة وفقا لرؤية احد شهود العيان –رفض ذكر اسمة- والذى اكد ان "بلطجية الدويقة و منشية ناصر هما اللى هجموا علينا و ضربوا نار" وان كان عاد ليؤكد ان اهالى تلك المنطقة تأتمر بأمرة الداخلية
احد جنود الامن المركزى اكد انهم تعرضوا لوابل من طلقات الخرطوش و الرصاص الحى وان زميله يرقد فى مستشفى الشرطه "زميلى بين ايدين ربنا يا باشا" هكذا يدلل الجندى على مدى سوء حالة زميله.
الجثث و المصابين يفترشون ارض قاعة المناسبات داخلة مسجد رابعة والتى تحولت الى مستشفى ميدانى, بحثنا عن اى من قيادات جماعة الاخوان المسلمين لم نجد احدا على الاطلاق الا محمد البلتاجى والذى كان يردد بانفعال مفرط "فين الامم المتحدة,فين المجتمع الدولى,فين منظمات حقوق الانسان" و بسؤالة عن ما تنتوى الجماعة فعلة اجاب "صامدون ,لكن على العالم الحر ان يقوم بدوره"
"انتوا منقلتوش الولد ده اقرب مستشفى لية" هكذا توجهت بسؤالى لاحد الاطباء متحدثا معه عن شاب ينزف بغزارة ؟ "حيتقبض علية لو وديناه" هكذا اجابنى دكتور احمد ببساطة !!
تركنا المستشفى الميدانى و الغير مجهز للتعاملات مع الاصابات الخطيرة و مع ذلك تصر القيادات على اسعاف المصابين فية و توجهنا الى طريق النصر مرة اخرى لنجد المعتصمين و قد شرعوا فى بناء جدر عازلة بطول شارع النصر (6اسوار) مستخدمين حجارة "الرصيف" بعد ان فككوة , سعيد شرح الهدف من الجدار "عشان نعطل المدرعات لو جت تقتحم الاعتصام,و اهو برضك نستخبى وراة ونضربهم الكفرة دول"
على مدخل شارع الطيران كانت هناك مشاده بين المعتصمين والذين كان يشيدون جدار عازل اخر , الاهالى يتهمنوهم بعرقلة حياتهم واحالتها جحيم , وقائد المجموعه يرد ..... "احنا بنموت وانتوا بتكلمونا فى عطلة مصالحكم"