
وقد تألقت الفنانة غادة عبد الرازق بشكل كبير في المشاهد التي كانت تتلقى فيها جلسات الكهرباء، واستحقت إعجاب الجمهور والنقاد بأدائها السهل الممتنع، رغم اعتراض البعض على المشاهد الجريئة والموضوعات الساخنة التي يتناولها المسلسل، مثل علاقة زنا المحارم المتمثلة في خيانة "روجينا" لشقيقتها غادة، وإقامة علاقة محرمة مع زوجها، فضلاً عن انتقاد البعض للجو العام للمسلسل الذي يشبه كثيرا ديكور وأجواء مسلسلها العام الماضي "مع سبق الترصد".
ورغم أن السينما والدراما في مصر كثيرا ما ألقت الضوء على هذا الجانب في الحياة، لكنها غالبا ما كانت تقترب منه بشكل كوميدي، دون أن تتناوله كمشكلة أوظاهرة يعاني منها المجتمع، كما هو الحال في الفيلم الشهير "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" وغيره من الأعمال.
ولعل صورة الطبيب النفسي في الدراما أو السينما خير شاهد على هذه النظرة السلبية لهذا الجانب، حيث كان دائما الرجل الذي يعاني هو من مرض نفسي، وغالبا ما كانت المشاهد التي يحظى بها عبارة عن مواقف كوميدية مع البطل.
غير أن دراما رمضان أنهت تلك النظرة للطبيب النفسي والمريض أيضا من خلال مسلسلات تدور في مجملها حول المرض النفسي، وإن لم تتخل عن الجانب الكوميدي في المعالجة في محاولة للتخفيف عن المشاهد ورسم الابتسامة على وجهه حتى وإن كانت تعالج ظاهرة في المجتمع.
ومن أبرز المسلسلات التي اختارت السير في هذا الطريق "نظرية الجوافة" للفنانة إلهام شاهين، والتي اتسم أداؤها بدرجة كبيرة من المبالغة والاستظراف والمحاولات الفاشلة لاستدرار الضحك.
وتجسد إلهام في المسلسل دور طبيبة نفسية، ويشاركها البطولة فتحي عبد الوهاب، انتصار، سماح أنور، نيللي كريم، هاني رمزي، ولبنى عبد العزيز، تأليف وإخراج مدحت السباعي.
وترفض إلهام شاهين هذه الانتقادات، مؤكدة أن ردود الأفعال حول المسلسل تشيد به وبدورها فيه، وتقول إن المسلسل ورغم أنه يدور في إطار كوميدي، لكنه يرصد بجدية الحالة العامة التي يعيشها المجتمع من أزمات ومشاكل نفسية نابعة من الاكتئاب والضغوط الحياتية التي يعيشها المواطن منذ أكثر من عامين.
وتدور الأحداث حول قصة طبيبة نفسية تصادف نماذج وشخصيات من مختلف طبقات المجتمع ولكنهم جميعا مرضى نفسيون، حيث يعتمد على استضافة أحد النجوم في كل حلقة يعاني من مرض نفسي معين، وتدافع إلهام عن الاسم الغريب قائلة إن الاسم يعبر عن أحداث المسلسل وطبيعته، حيث عادة ما تنصح الطبيبة المريض الذي يلجأ إليها باتباع "نظرية الجوافة" للعلاج.
فيما تجسد في العمل نفسه الفنانة رجاء الجداوي دور طبيبة نفسية وعصبية ومن كثرة التعامل مع المرضى كادت أن تصاب بمرض نفسي، خاصة أنها تعيش بمفردها بعد أن تركها أبناؤها وهاجروا للخارج.