ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

الدور المصيدة!

-  
نشر: 27/7/2013 2:58 ص – تحديث 27/7/2013 10:22 ص

الحياة الفنية مولعة بإطلاق الألقاب على الفنانين فريد شوقى «الملك»، محمود المليجى «الوحش»، فؤاد المهندس «الأستاذ»، فاتن حمامة «سيدة الشاسة العربية»، عبد الحليم «العندليب».. وغيرها وغيرها، ومن بين العديد من تلك الألقاب استوقفنى لقب «الشديد»، لم يحقق هذا اللقب شهرة عريضة لأن صاحبه أيضا لم يكن يلقِى بالًا للشهرة لكنه فى الحقيقة من فطاحل نجوم التمثيل فى العالم العربى إنه عبد الله غيث.

كثيرا ما كنت أتأمل سر وسحر صاحب هذه الموهبة الذى كان عملاقا فى المجالات الأربعة المسرح، والسينما، والإذاعة، والتليفزيون، ولهذا كانوا يطلقون عليه أيضا «فنان مربع».

عبد الله هو الشقيق الأصغر لحمدى غيث كان عبد الله يقدم أداء تعبيريا بينما شقيقه وأستاذه حمدى خطابيا، حيث الكلمة الزاعقة والحركة المبالغ فيها التى تنتقل من الانفعال إلى الافتعال.

فى رمضان أيام تليفزيون «الأبيض والأسود» قدم دور الطبال فى مسلسل أخرجه نور الدمرداش باسم «هارب من الأيام» وهو واحد من أهم الأعمال الدرامية التى حفرت فى البدايات عند المشاهدين تلك العلاقة الحميمة مع الشاشة الصغيرة، تتذكرون فى السينما أفلامه مثل «الحرام» و«أدهم الشرقاوى» كم كان هذا «الشديد» هادئا، الدور الدرامى كلما كانت ملامحه حادة وصاخبة كلما تطلب ذلك معاملة بقدر أكبر من الهدوء تصل أحيانا إلى حدود الهمس، تذكرت «الشديد» فى أدواره الحادة وأنا أتابع مسلسلات رمضان وكيف تعامل معها برقة وتفهم، كيف تضبط الجرعة بين الملامح الخارجية والداخلية للشخصية، مثل الملابس، طريقة النطق، التعبير اللفظى والحركى والنفسى، المكياج الداخلى كيف يتوافق فى هارمونية مع المكياج الخارجى، صعد أمامى اسم عبد الله غيث وأنا أشاهد ثلاثة من الممثلين فى مسلسلات رمضان كل منهم أخذته الملامح الخارجية للدور وقرر أن يضيف من أجل تحلية البضاعة تفاصيل مثل مكسبات الطعم الصناعية، إلا أنها على الشاشة أفسدت حلاوة وتلقائية الأداء.

لدينا فى رمضان ثلاثة نماذج صارخة لم تستطع أن تضبط الجرعة: سلوى خطاب فى «نيران صديقة» فى دور «سمرة» العاهرة والقوادة أم منة شلبى، وأحمد فلوكس فى دور «سيد البورسعيدى» النصاب ابن عادل إمام فى «العراف»، وسناء شافع فى مسلسل «حكاية حياة» وهو يؤدى دور «عزت» كبير الممرضين فى مستشفى للأمراض النفسية. سلوى خطاب أسرفت كثيرا فى مخارج ألفاظها وحركات يديها، فالأبطال على الشاشة ستة أصدقاء وهى تقدم دورا مساحته تالية لهؤلاء، سلوى كانت واحدة من النجمات الواعدات قبل ربع قرن، أعتقد أن الدور الصغير فى مساحته هو الذى دفعها إلى أن تضفى عليه ألوانا صاخبة فى أسلوب الأداء لتلفت الأنظار وكأنها تقول للجميع «نحن هنا» وتلك هى المصيدة، وبالتأكيد المخرج خالد مرعى الذى قدم واحدا من أروع المسلسلات هذا الموسم يتحمل قسطا وافرا من المسؤولية لأنه لم يتدخل بالضبط والربط، وهو ما يمكن أن تراه فى أداء أحمد فلوكس، فى «العراف» استحوذ النطق اللفظى المبالغ فيه لشخصية البورسعيدى على فلوكس فاستسهل الافتعال والتصنع أيضا للفت الانتباه، وهو ما تراه فى أداء سناء شافع الذى بدد طاقته فى مط الحروف ومط الحركات فوقع الممثلون الثلاثة فى مصيدة الدور الذى يقتل صاحبه.

تستطيع أن ترى على الجانب الآخر فنانين كبارا كانت الشخصية بالفعل مصيدة تدفعهم للأداء الصاخب ولكنهم امتلكوا القدرة على تقديم الجرعة المطلوبة مقننة وخالصة، مثل الرائعة عايدة عبد العزيز فى دور «الشناوية» التى رحلت فى الحلقة السادسة عشرة من مسلسل «موجة حارة» لتترك لنا مساحة من الألق الإبداعى يملأ من بعدها الشاشة. أتوقف أيضا فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» مع فريدة سيف النصر التى غابت كثيرا عن الشاشتين ومنحها الكاتب وحيد حامد والمخرج تامر محسن دور ملكة الشحاتين، أضافت إلى جسدها الكثير من الكيلوجرامات لتصبح ملائمة للدور ولكننا لم نرها أسيرة لا للإضافة اللفظية ولا المبالغة الحركية فنضحت على ملامحها أعماق الشخصية. أيضا كان سعيد طرابيك أستاذا فى «العراف» فى دور صديق عادل إمام المغيب عن الوعى الذى لا يخلص لشىء إلا الجوزة والحشيش ورغم ذلك كان طرابيك أستاذا فى ضبط «الجرعة»!! إنه الدرس الذى تركه لنا «الشديد» الشهير بـ«عبد الله غيث» فهل نتعلم؟!

التعليقات