ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وإن طائفتان من الفاشيين اقتتلوا

-  

اليوم هو ١٧ رمضان ذكرى غزوة بدر، لذلك فقد قررت قيادات جماعة الإخوان أن تصل بذروة حشدها لأنصارها ومؤيديها في يوم «الفرقان» لتحقيق النصر الحاسم، كما اعتادوا على إنزال التاريخ الإسلامي على كل معاركهم السياسية لتصوير معاركهم السياسية على أنها معارك مقدسة. لكن هذا ليس كل شيء، فاليوم أيضاً يوافق ٢٦ يوليو، وهذا لا يصادف اسم المحور فقط، لكنه اليوم الذي تنازل فيه الملك فاروق عن عرشه، ورحل عن مصر، ليسلم السلطة بشكل فعلي لمجموعة من ضباط الجيش، الذين تمكنوا من تأسيس دولة سلطوية مستبدة محورها الجيش، قامت بسحق معارضيها، خاصة جماعة الإخوان المسلمين في الستينيات وما أدراك ما الستينيات. فيصادف نفس اليوم دعوة جنرال الجيش الجديد لخروج الناس لـ«تفويضه» لمواجهة نفس الجماعة، ألم أقل لك من قبل، سوف تلهو بنا الحياة وتسخر.

يبدو التقاء التاريخين صدفة مناسبة لصراع بين فاشيتين من هواة الصراع حول «الهوية»، أولاهما فاشية وطنية ترى في الإخوان خطراً على الهوية المصرية، فترى الحل في إعادة تجربة يوليو٥٢، وتفويض الجيش في سحقهم، وثانيتهما فاشية دينية ترى في كل معركة صراعاً حول الإسلام فترى في ذكرى بدر فرصة للحشد للانتصار على خصومها لتؤسس دولتها بعد «الفرقان»، لكن أحداً منهما لا ينظر إلى كلا التاريخين بأعمق من رمزيته، فلا الإخوان يسألون قيادتهم عن موقفهم في رابعة، أهو للثورة والشرعية، أم هو أوراق التفاوض والرأي والمكيدة، فهم يظنون أن وقفتهم في رابعة منزل أنزله الله إياهم، وفي الطرف المقابل لا يسأل أحد نفسه عن جدوى إعادة التجربة، التي تم تجريبها من قبل، فيعيد تأسيس دولة عسكرية تسحق الإسلاميين تستمر في الفشل لترتفع شعبية التيارات الإسلامية مرة أخرى.

على مدار أكثر من عامين من عمر الثورة أسس الإخوان تحالفاً مع العسكر يسهل لهم وصولهم للسلطة، كان الجميع يدرك أن هذا التحالف هو تحالف هش يمكن كسره في أي لحظة فيما عدا الإخوان أنفسهم. فقد كانوا مطمئنين لأن تحالفهم سيضمن لهم البقاء في السلطة طويلاً مهما ارتفعت أصوات معارضاتهم، وحتى اللحظة الأخيرة والخطاب الأخير لمرسي لم يوجه كلمة واحدة لملايين المحتجين ضده، لكنه وجه خطابه لمؤسسات الجيش والشرطة، التي اعتقد أنها يمكنها الدفاع عنه، أو التمسك ببقائه مقابل بعض من كلمات المديح الزائف، والنفاق المفضوح لهم، واليوم هم في حالة إنكار واضطراب نفسي، فقد انتقلوا في فترة قصيرة من قلادات للعسكر، لهتاف «يسقط حكم العسكر»، ومن «عبد الفتاح السيسي وزير بنكهة الثورة»، لهتافات السيسي الخائن، ومن التهديد بالمحاكمات العسكرية لمن يهين رئيس الجمهورية لهتافات الثورة والحرية والديمقراطية، لكنهم يتعجبون لماذا لا يصدقهم أحد سوى أنصارهم أو المتعاطفين معهم؟

ما لا يدركه الإخوان الآن أن تجربتهم مع الثورة أصبحت تشبه تماماً قصة «الغلام الكاذب»، التي نحكيها للأطفال، فهم يهتفون هتافات الثورة، حتى إذا ما وصلوا لغايتهم اتضح كذبهم، فعلوا هذا عدة مرات حتى أصبح هتافهم باسمها الآن مثيراً للسخرية، ولو كانوا صادقين. ما لا يدركونه أيضاً أن خطابهم الفاشي على مدار سنة من حكمهم قد مهد الأرض لاستدعاء خطاب فاشي آخر يحرض على قمعهم. الفرق الوحيد أن خطاب الإخوان التحريضي مثل «اضرب يا ريس»، أو «افتح المعتقلات يا ريس» كان خطاباً لا يدرك حتى أنه غير قادر على فعل ما يهدد به، بينما هم من حيث لا يدرون يمهدون الأرض لممارسة نفس الخطاب ضدهم مع سلطة أكثر قدرة على التنفيذ والقمع.

الآن ووسط هذا الصراع على الأرض بين فاشية وأخرى، تبدو أصوات المطالبين بالعدالة والديمقراطية خافتة، فالشارع الآن صوته أعلى من الجميع، وما إن تمر على وقفة احتجاجية يضع فيها أنصار مرسي وجها من الكارتون على وجوههم عليه صورة مرسي، حتى تمر ببائع في الشارع يشتري منه الناس صوراً للسيسي ووجوها كارتونية له. قد تبدو هذه المشاهد محبطة، لكني أظن أن فريقاً صغيراً أقف خلفه يستطيع أن يصنع من تلك الوجوه الكارتونية للاثنين مادة للسخرية بدلاً من صناعة زعيم من ورق، وأظن أن هذا الفريق قادر على هزيمة الاثنين، وحتى يحدث هذا، فإن طائفتان من الفاشيين اقتتلوا، فيمكننا أن نقاتل التي تبغي، أو نقاتل الاثنين معاً حسبما تسمح وتقتضي الأوضاع، أما أن يُطلب منا أن نفوض الجنرال لسحق الفاشية الأخرى، أو يُطلب منا أن نستعيد لمرسي الشرعية التي لا يعطي فيها الدنية، فإنا هاهنا قاعدون.

التعليقات