إن أهم ما أسفرت عنه دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسى للجماهير بالنزول، أمس، إلى الشوارع والميادين هو إحباط مخطط خطير كان الإخوان يعدون لتنفيذه فى اليوم الذى أطلقوا عليه «يوم الفرقان».
وكان القيادى الإخوانى صفوت حجازى قد بشر أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بأنه سيعود غداً الأحد إلى الحكم نتيجة لعملية ضخمة يتم الإعداد لها، أما هذه العملية فتقوم على الزحف المنظم إلى المنشآت الحيوية للبلاد فى وقت واحد ومحاصرتها بشكل كامل حتى يتم شل حركتها مع نقل مركز التجمع إلى ميدان رمسيس بدلاً من إشارة رابعة العدوية، وذلك لموقعه المركزى ولسعته التى تسمح باستدعاء المزيد من الحشود القادمة من المحافظات عن طريق القطارات بالمحطة دون الاستعانة بالأتوبيسات.
من ناحية أخرى، فإن الاحتكاك بالسكان فى ميدان رمسيس سيكون أقل من مثيله فى إشارة رابعة، التى بدأ سكانها يتذمرون من ممارسات المعتصمين تحت بيوتهم وفى الشوارع المؤدية إليها.
أما المنشآت الحيوية، التى كان سيتم احتلالها وفق خطة «يوم الفرقان» التى أحبطها نزول الجماهير إلى الشارع يوم أمس، فهى وزارة الدفاع ومبنى الحرس الجمهورى ووزارة الداخلية ومبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو، ومدينة الإنتاج الإعلامى بـ6 أكتوبر.
وبالطبع فإن مثل هذه الخطة الخيالية الطموحة لم يكن من الممكن أن تتم إلا بكمية هائلة من السلاح الذى كانت ستستخدم فيه لأول مرة القنابل والمفرقعات ضد أى مقاومة لاقتحام تلك المواقع، وقد تم بالفعل العثور على قنابل يدوية وعبوات ناسفة خلال الأيام القليلة الماضية خارج العاصمة قبل وصولها للقاهرة.
لقد كانت البلاد مقبلة على مذبحة حقيقية، كانت ستسيل فيها الدماء وكانت ستظهر الوجه الحقيقى لتلك الجماعة، التى ولدت قبل أكثر من 80 عاماً، وسط العنف والاغتيال والحرق والتفجير، ومن الغريب أن يتم تنفيذ هذا المخطط الذى كان سيدفع ثمنه الأبرياء من أبناء الشعب تحت اسم «الشرعية» (!!!) والديمقراطية (!!!).