فرق شاسع بين ما أقرأ وأعرف، وبين ما أرى وأسمع فى حاضرنا المؤلم هو ذا الحسن بن على بن أبى طالب يتنازل عن الخلافة لمعاوية وهو أحق بها حقنا لدماء المسلمين! هو ذا سوار الذهب قائد القوات المسلحة السودانية يعلن أنه سوف يحكم سنة واحدة ثم يتنازل عن الحكم! رائع،، أيضاً دكتور سنجور تنازل عن الحكم، وفى الغرب يعلن شارل ديجول زهده فى الحكم ما لم يحصل على أكثر من 70٪ من الأصوات!
أحد العظماء كان جالساً مع أحد الخلفاء، فدخل على المجلس أحد الأدعياء، مدعياً أن هذا العظيم سلب منه أرضه وماله! طلب الخليفة التوضيح، فما كان من هذا العظيم إلا قوله: إن كانت ماله كما يدعى حلال عليه، وإذا لم تكن.. فقد وهبتها له!! قال الخليفة لمن حوله: لقد سوَّغنا له عظمته! أقرأ هذا كله، ويحزننى الصراع الدامى على كرسى ومناصب زائلة!!
أنا مصرى أولاً وأخيراً، ومصر فوق الجميع، ومسيحيتى أنحيها جانباً فى شؤون الوطن، فالمسيحية لها رب يحميها، أما مصر فليس لها إلا أنا وأنت وكل مصرى ومصرية، ألم يذهب أبوطالب إلى إبرهة يطلب منه وطنه (جماله)، فلما سأله أبرهة: جئت تطلب جمالك، ولا تطلب البيت؟ (الكعبة) قال أبوطالب كلماته الخالدة: للبيت رب يحميه، كذلك الإسلام يا إخوان وسلفيين له رب يحميه.. مصر أولاً وقبل الجميع!
وأقرأ: لو كنت فظاً غليظ القلب، أنا رحمة مهداة، بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، هل شققت عن قلبه؟ اذهبوا فأنتم الطلقاء، دعها يا أبكر (الغناء) حتى يعلم الناس أن فى الإسلام فسحة (عدم تزمت)، الوصية بالجار السابع، أليست نفسا (جنازة اليهودى)، إن استجار بك كافر، أبلغه مأمنه! هذه الروائع.. أرى فى مقابلها تعذيباً، سحلا، تمثيلاً بالأجساد، تعليقاً على الأشجار، قتلا، فأقول: ما أشد البون (الفرق) الشاسع بين الإسلام وبين من لا يفهمون جوهر الدين.
أقرأ: أصابت امرأة وأخطأ عمر! كما أقرأ الحديث النبوى الشريف: إنما النساء شقائق الرجال، لهن مثل الذى عليهن بالمعروف، إذا أردتم أن تعرفوا نصف دينكم خذوه عن هذه الحميراء «عائشة حمراء الشعر»، لله أنت يا أم سلمى، نجا المسلمون على يديك من عذاب أليم «موقعة الحديبية»، وبالرغم من هذه الروائع التى تعلى من شأن المرأة.. نسمع عن صوتها العورة، وعن جهاد النكاح، وزواج المتعة، بل «زواج» الأطفال «الإناث».
أقرأ: اللهم أعوذ بك من جهد البلاء، فلما سألوه: ما جهد البلاء يا رسول الله؟ قال: هو قلة المال وكثرة العيال، كما أقرأ: صدقت أطال الله بقاءك.. العزل (القذف خارج الرحم) ليس بمحرم فى الإسلام (أحد الصحابة لأحد الصحابة - خالد محمد خالد - من هنا نبدأ) هذا معناه أن تنظيم الأسرة ليس حراما، أما القول بـ: تناكحوا تناسلوا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة، فهذا صحيح حين كان الإسلام قليلا، أما الآن فالإسلام كثير (عمر بن الخطاب) فى نص المؤلفة قلوبهم، ونظرة عابرة عبارة عن 14 مليون يهودى يسيطرون على أمريكا والعالم كله، إذن المسألة.. نوعية وليست عدداً أو كمية، بدليل الحديث النبوى الشريف: تردون على موسى يوم القيامة إرسالاً وأمماً فأقول لكم بعداً بعداً.. سحقاً سحقاً «خالد محمد خالد.. من هنا نبدأ».
أقرأ: اطلبوا العلم ولو فى الصين أى تعلموا اللغة الصينية، الله يخشى من عباده العلماء تقديراً وتكريماً لأهل العلم، وأمير الشعراء يشدو فى الهمزية النبوية:
يا أيها الأمى حسبك فى العلم
رتبة أن دانت بك العلماء
وأقرأ فى عصر الحضارة الإسلامية كيف كان الأوروبيون يتعلمون اللغة العربية، ويرتحلون لابن سينا، والزهراوى، وابن الهيثم، وأسمع اليوم من ينادى بإلغاء اللغة الإنجليزية فى التعليم، ونسى هؤلاء الحديث الشريف القائل: إذا أردتم أن تأمنوا شر جماعة احفظوا لغتهم! علينا بحفظ العبرية والإنجليزية، إن لم يكن من أجل العلم فمن أجل الأمن والأمان.
قد تأتوننى بنصوص مخالفة، فالنصوص والأحاديث جميعاً كمائدة طعام عملاقة لكل الناس فى كل زمان ومكان، وحتى نتقدم، ونسعد بها، علينا بثلاثة شروط:
1- السياق.. ما قبلها وما بعدها.
2- أسباب النزول، وليس بعموم اللفظ.
3- المصلحة.. لأنه حيثما تكن المصلحة يكن شرع الله، لأن النص أصلاً للمصلحة.
هذا هو الفرق بين الإسلام كما أراه وبين من يسيئون لشرع الله!