هناك من يكره العبودية، وهناك من يريد فقط تغيير سيده.
هناك من تصدى للحديث عن ملك اليمين لأنه شيء تجاوزه العصر، وهناك من اعترض عليه لأنه فقط لا يقبل أن يأتي من «راجل جاهل بذقن معفرة طولها مترين».
أزعجتني نقاط كثيرة فيما كتبته السيدة غادة شريف في مقالها بـ«المصري اليوم»، لكن أزمتي الأكبر أنها قالت «ولو عايز يقفِل الأربع زوجات، ولو عايزنا ملك اليمين، ما نغلاش عليه والله»، هكذا بصيغة الجمع، وسؤالي: ومن قال لكِ إن بنات مصر يرتضين لأنفسهن ما ارتضيته أنت لنفسك؟ ومن قال لك إن من اختلفوا حول منح الفريق السيسي تفويضاً لمحاربة الإرهاب سيعطونك أنتِ توكيل تجارة الرقيق في مصر؟
الدرس الأول: إذا أردت أن تكون عبدًا تحدث عن نفسك.
يا أستاذة نحن أصحاب الأرض ولسنا رعايا نقدم أجسادنا لأحد مقابل حمايتنا، فمن يحمينا يحصل على راتبه شهريًا من جيوبنا، إن قام بواجبه فبها ونعمة، وإن لم يفعل بدّلناه. الجيش تدخل لعزل مرسي عندما خرجت الملايين إلى الشوارع وأصرت على رحيله، ولولا الشعب لكان السيسي الآن يؤدي التحية العسكرية لمرسي في حفل تخريج الطلاب، فإن كان لأحد فضل على أحد فللشعب فضل على الجميع، وإن كان السيسي في غنى عن الشعب، لما طلب منه أن ينزل إلى الشوارع لتفويضه.
الدرس الثاني: يحترمك الآخرون بقدر احترامك لنفسك.
«طالما السيسي قالنا ننزل يبقى هننزل»، مرة أخرى تتحدث السيدة بنون الجماعة، وهي لا تعرف أن السمع والطاعة من صفات العبيد والإخوان فقط، وأن قطاعًا كبيرًا ممن سينزلون إلى الميادين اليوم سمعوا كلام السيسي فاقتنعوا فقرروا النزول، وآخرون استمعوا فلم يقتنعوا فامتنعوا، لكن يبدو أن هناك من تثقل عليه نعمة العقل وترهقه كثرة التفكير فيقرر أن يترك قراره داخل أول بيادة تقابله.
الدرس الثالث: إذا تركت عقلك لغيرك فامنحه قلمك أيضًا وارحمنا.
«هننزل لنعطى الإخوان وصحفييهم الدرس للمرة الثانية لأن الحمار بيحب التكرار»، لم أتحدث مع حمار من قبل لأعرف ما يحب وما يكره لذلك سأعتبر كلامك مسلمًا به، لكن الإخوان الذين تقولين إنك ستنزلين لمنحهم درسًا هم أكثر من استفادوا من مقالك واحتفوا به، ذلك أنك صرت بالنسبة لهم نموذجًا لمن سينزلون لتفويض للجيش.
الدرس الرابع: ظلمنا الدببة عندما تصورنا أنها وحدها تقتل صاحبها وهي تحاول حمايته.
«نستطيع الآن أن نقول إن عبد الناصر يبعث من جديد في شخص الفريق السيسي الذى يتمتع بذكاء يجعله يتجنب الوقوع في أخطاء المجلس العسكري السابق»، هذا نموذج للفتى الأزلي، فلا هي عاشت في أيام عبد الناصر، ولا سمعت من السيسي سوى خطابين، ورغم ذلك أصدرت حكمًا واثقًا كمؤرخة مخضرمة، دون أن تهتز شعرة من ضميرها.
الدرس الأخير: شايف طنط يا حبيبي؟ إوعى تبقى زيها.