للإنتحار أنواع ووسائل مختلفه في معظمها تكون غاية الإنتحار هي الخلاص أو الهروب عن عمد من مشاكل وإضطرابات نفسية .. وبعض الأحيان يكون إنتحار بالخطأ ويكون غايته البقاء.
«الانتحار النفسي» .. وهو التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته، واختلفت الآراء حول الانتحار .. هل يعكس شجاعة الشخص المنتحر أم جبنه وانعكاس لفشله وعدم الحاجة لاستمرار حياته، بعض الشعوب لديها رمزية خالصة للانتحار كما هو عند اليابانين ..حوالي ٣٥٪ من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان و٦٥٪ يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ كالقيام بالعمليات الانتحارية .. الانتحار يكون بقتل الفرد لنفسه عمداً وذاتياً وأكثر الطرق شيوعا هي الشنق ثم القتل بالسلاح الناري ويحدث الانتحار لعدة عوامل منها النفسي فهو عدوان تجاه الداخل ثم أو رغبة في القتل ثم رغبة في الموت ثم رغبة في أن يتم قتله، وهناك أسباب أخرى مثل ضعف الضمير وعدم القدرة على التكيف مع المجتمع وهنا ينشأ الصراع بين الداخل والخارج وعدم الالتفات للعوامل الحضارية الاجتماعية .
وتحرم الإسلام قتل النفس بأي حال من الأحوال ويشير إلى أن حياة الإنسان ليست ملكا له وبالتالي لا يجوز التحكم بها من قبله.
«الإنتحار السياسي للأفراد» .. وهو شحن بعض التنظيمات السرية لمجموعة من شبابها ودفعهم الى ارتكاب جرائم ترويع وإرهاب وقتل أفراد في السلطة مدنيين وعسكريين أو من الشعب العادي، ولا يندمون عليها الا بعد صدورالأحكام عليهم وقت لا ينفع الندم .. بينما المحرضون من القياديين لتلك التنظيمات هم وأولادهم ينامون في بيوتهم، وامهات واباء من قتلوا أو صدرت عليهم الأحكام يتألمون بعد ان اصبح ابناؤهم من اصحاب السوابق أو أصحاب المقابر .. ولم تحمهم حسن نواياهم التي يعتقدونها من الشفاعة عند تطبيق القانون.. فالجريمة وقعت ولابد من عقاب سواء كان مشددا ام مخففاً حسب نوع الجريمة وحجم العقاب .. قد يكون الحماس قد دفع البعض منهم الى مثل ذلك التصرف .. ولكن في النهاية هناك اشخاص مستفيدون من وراء ذلك قاموا بالتحريض ودفعوا بهؤلاء الشباب الى الواجهة وتركوهم يواجهون مصيرهم منفردين وهم يتصورون انهم يستفيدون سياسيا من ذلك الموقف بينما هو الانتحار السياسي.
اذا كان هناك شعب يحاسب ويسمع صرخات امهات هؤلاء الشباب وحسرات آبائهم على ضياع ضياعهم بسبب قادة سياسيين أو تيار ديني متطرف غايته في الوصول الى الكرسي أو الحفاظ عليه برر لهم كل السبل فضحوا بهؤلاء الشباب الذين لا ذنب لهم الا انهم ضحية إيمان بتفكير متطرف وأخذتهم الحماسة فكانوا ضحايا قيادتهم ربما ليس بالأمر المباشر بل بالتحريض والسيطرة على عقول الشباب المغيب فكرياً والمضطرب نفسياً.
تجد الكل يعتصر الماً وهو يقرأ الاسماء ضحايا ومجرمين وليس بينهم ابن او اخ احد المحرضين وابناء الناس تدفع وتسحب الى السجون أو تشيع إلى المقابر .. وهذا هو الانتحار السياسي للأفراد.
«الإنتحار الوجودي للتنظيمات» .. وهو مختلف تماماً من حيث الأهداف .. لكن الناتئج هي نفسها في المعنى وهو الفناء .. فانتحار التنظيمات هي النتيجة الحتمية إذا ما قرر فرضها على المجتمع .. حيث أدواته في تحقيق أهدافه من أجل البقاء غالباً ما تقتصر على إرهاب وترويع المجتمع بالتهديد دائماً وبالقتل في أحيان كثيرة مستخدماً إسلوب «الإنتحار السياسي للأفراد» .. فعملية الإنتحار الوجودي لتنظيم ما تبدأ بإدراكه أن أفكاره ومعتقداته تبدأ ببطئ من بداية رفض السلطة وتسرع عندما يرى يصتدم فجأة برفض المجتمع لأسباب تتعلق بحضارته وتحضدره وتقاليده وفي معظم الحالات يكون رفض المجتمع مبني على التاريخ المتعلق بذلك التنظيم منذ تكوينه وحتى اللحظة التي قرر فيها الإنتحار وهو يعتقد أنه يجبر المجتمع لبقبوله، وهذا النوع من الإجبار المبني على الإنتحار الساسي للأفراد عن طريق العمليات الإرهابية لا يصلح في بلد تاريخه مبني في الأساس على رفض الإكراه بكل صوره من أجل أن يكون بيئة خصبة لتوغل التنظيم وانتشاره إلى درجة يسيطر فيها على المجتمع ليكون جمهوراً عريضاً لتنظيم محدود الجماهيرية .. فتكون النتيجة هي الإنتحار الوجودي لهذا التنظيم الذي قطعاً لن يستطيع أن يحارب مجتمعاً كاملاً.
إن تنظيمات «التيارات الإسلامية» في مصر وعلى رأسها تنظيم «جماعة الإخوان المسلمين» هي الأن في شوطها الأخير من نهاية مباراة الإنتحار الوجودي في العالم كله لفترة من الممكن أن تتجاوز مئات السنين .. فعندما يتعجل بمحاربة المجتمع .. هو في الحقيقة تعجل في وجوده وبالتالي في ضياع الفكرة برمتها بعد كل هذه الفترة الطويلة منذ تكوينها إلى وصولها إلى الحكم بالدجل والصفقات المشبوهة في الداخل والخارج، ونجاحهم بتلك الخديعة في إقناع السواد الأعظم من المصريين بإعطائهم فرصة التجربة .. حتى تكشفت الحقائق سريعاً للجميع ومن ثم قرر المجتمع رفض خداعة أكثر من ذلك.
فبدلاً من أن يحاول هذا التنظيم الإنسحاب بشرف لبعض الوقت وإعادة تأهيل نفسه وتقدم نفسه بصورة أفضل في وقت لاحق .. قرر الإنتحار سريعاً إلى الأبد.