
لم يكن هذا قرار مجلس قيادة الثورة وانما كان قرار فردي تم اتخاذه من قبل الضابط المشرف علي الاذاعة انذاك.. فرغم ان ام كلثوم غنت للجيش المصري المحاصر في الفالوجا اثناء حرب فلسطين عام 48، بأغنيتها الشهيرة (غلبت اصالح في روحي)، ذلك الجيش الذي كان ضمن افراده غبد الناصر.. والسادات.. إلا أنه تم اعتبارها ضد الثورة وذلك بسبب منحها (قلادة) صاحبة العصمة من الملك فؤاد وغنائها له أكثر من مرة.. ففي عام 32 وفي حفل خاص حضره الملك (فؤاد) شدت ام كلثوم باغنية (افديه ان حفظ الهوي او ضيعا.. ملك الفؤاد مما عسي ان اصنعا)
سارع الكاتب الصحفي (مصطفي امين)، الذي كان تربطه بكوكب الشرق علاقة صداقة وود قوية.. بنقل الامر إلي الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا.. الذي الغي هذا القرار.. وكان ذلك في سبتمبر عام.. لم تقتصر المضايقات عند هذا.. حيث كان هناك احد الضباط، من ضباط الاحرار يساند عبد الوهاب ويناصره ضد ام كلثوم.. ماجعلها تبلغ قرار اعتزالها الي الصاغ (احمد شفيق ابو عوف ) الدي نقله بدوره الي مجلس قيادة الثورة.
غضب عبد الناصر مما حدث لأم كلثوم فذهب اليها مع وفد مكون منه وعبد الحكيم عامر.. وصلاح نصر لاقناعها بالعدول عن قرارها.. تأثرت ام كلثوم بهذه اللحطة كثيرا كما ظهر فيما بعد من اغان لها ومواقف حملت اعجابا جارفا بعبد الناصر.. غنت له (ياجمال ياحبيب الملايين ).. (ياجمال يامثال الوطنية.. أجمل اعيادنا الوطنية.. برئاستك للجمهورية).
تم احتواء الموقف سريعا فقد اعطتها الثورة دفعة قوية.. وقفت بجانبها تساندها.. وتذلل لها العقبات وتلغي التحديات حيث اسند اليها رئاسة اللجنة التي اشرفت علي اختيار السلام الوطني الجديد للجمهورية.. حيث ايدت كوكب الشرق النشيد الوطني الذي اعده عبد الوهاب.. ولكن اعترض الملحن حسين فوزي حيث اثبت ان النشيد منقول من اسطوانة الموسيقار التشيكي (بيللا برنوك) بعد ادخال عدة تعديلات عليه.
وفي 19 سبتمبر عام 52 تم تكوين لجنة الموسيقي العليا التي ضموا إليها أم كلثوم لاعضائها مع والسنباطي وعبد الوهاب وذلك كرد اعتبار لها واعترافا بدورها الرائد في رفع مستوي الحياة الفنية وارتقاء الذوق العام.. وفي عام 53 انتخبت كعضو شرفي في جمعية (مارك توين) العالمية وهي نفس الجمعية التي من اعضائها الشرفيين (دوايت ايزنهاور).. (ودنستون تشرشل)..(دتيودور روزفلت).